المجال الجوي للصحراء المغربية.. بين اتفاقيات موقعة وضغوط إسبانية مستمرة

اعتبر أنسيتو أرماس غونزاليس، السيناتور الإسباني عن تحالف GPPLU، أن بلاده “تنازلت عن بابها الخلفي بالمجال الجوي لصالح المغرب في الصحراء “، في سؤال وجهه لمجلس الشيوخ في بلاده.

وأشار غونزاليز في سؤاله ,حسب مانقلته الصحيفة الإسبانية “ترسيرا إنفورمسيون”, إلى ما سماها “معلومات وردت من مصادر موثوقة في قطاع الطيران”، تفيد بوجود نقاش داخل وزارة النقل الإسبانية حول نقل تقديم خدمات الملاحة الجوية ATS إلى المغرب في المجال الجوي الكامل للصحراء المغربية.

وتابع قائلا إن الوزارة بررت هذه الخطوة بأسباب وصفها بأنها “غير منطقية”، حيث يزعم أنه من الناحية القانونية “التنازل لا يتعلق بالمجال الجوي نفسه الذي تديره إسبانيا، بل يقتصر فقط على تقديم خدمات الملاحة الجوية (ATS)”.

وأضاف النائب البرلماني الإسباني، وفقا تعبيره، أن “الاستعانة بمزودين أجانب للخدمات الجوية يتم عادة في نطاقات جوية صغيرة جدا ولأسباب محددة، مثل تنظيم حركة المرور الجوية أو تبادل السيطرة لتجنب تعديل مسارات الطائرات…لكن ما يشاع حول تفكير إسبانيا في القيام به مع المغرب، إذا ثبتت صحته، لا يتماشى مع هذه الحالات المعتادة”.

وفي هذا السياق، أوضح المحلل السياسي محمد شقير، في تصريح لجريدة سفيركم، “أنه من المهم التذكير” بأن تسليم إدارة المجال الجوي من إسبانيا إلى المغرب تم الاتفاق عليه بين الطرفين في أبريل 2022، وذلك بعد تأييد الحكومة الإسبانية مبادرة الحكم الذاتي.

وأضاف أن هذا الموضوع أثار جدلا واسعا في الماضي بين الأحزاب الإسبانية، “وهو جدل يبدو أنه ما زال مستمرا، كما يتضح من السؤال الذي طرحه النائب البرلماني الإسباني وتناولته وسائل الإعلام الإسبانية”.

وأكد المحلل السياسي أن هذا الملف قد حسم لصالح المغرب بعد الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء، مما يترتب عليه سيطرة المغرب على كامل مجاله الجوي، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية التي كانت سابقا تحت إشراف سلطات جزر الكناري.

واعتبر شقير إلى أن إثارة هذا الموضوع في هذا التوقيت قد يكون محاولة للضغط على المغرب لفتح معبري سبتة ومليلية، اللذين لم يتخذ المغرب قرارا بشأن إعادة فتحهما حتى الآن، رغم مطالبات السلطات الإسبانية المستمرة في هذا الصدد.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)