ترك الرحل محمد السكتاوي؛ المدير العام لمنظمة العفو الدولية فرع المغرب “أمنستي-المغرب”، قبل وفاته السبت الماضي، قصيدته الأخيرة بعنوان “المحطة الأخيرة”، اختزن فيها رحلته الوجدانية بين الحياة والموت والألم والراحة، وكذا التأملات الأخيرة التي غمرته.
وشارك ابنه في حساب والده الشخصي على منصة “فايسبوك“، قصيدة “المحطة الأخيرة”، مبرزا أن والده كتبها قبل أربعة أيام فقط من رحيله، وأرفقها بصورة عائلية، وتعليق يقول: “هذه آخر قصيدة كتبها والدي قبل رحيله، في كلماتها، يعبّر عن آخر تأملاته في الحياة والموت، حيث يلتقي الألم بالسلام في لحظاته الأخيرة. كانت هذه القصيدة بمثابة وداعه، يروي فيها سيرته الأخيرة بين الوجود والغياب”.
وتضمنت أبيات هذه القصيدة تأملا عميقا في حتمية الفناء، حيث لجأ الراحل السكتاوي في لحظاته الأخيرة، إلى الشعر والكلمة للتعبير عن التمرد على الجسد المتعب، واستعداده لتوديع الحياة، واقترابه من السكون الأبدي، حيث قال: “أما أنا فأحس أن ثقلا كبيرا يزول عني، وأتقدم منتشيا نحو محطة الراحة الأبدية، ففيها أيضا ما يمكن أن يقتنصه المرء من سديم الوجود المطلق”.
وصور الراحل في “المحطة الأخيرة” حاله في قسم الإنعاش، حيث وصف نفسه بأنه جسد معلق بين الرياح، محاط بشبكة أسلاك، بينما الأطباء يتأملون حالته بصمت مقلق، وفي مقابل هذا المشهد، انتابه شعور غريب بالتحرر، معتبرا الموت خطوة نحو السكون المطلق، متخطيا بذلك حدود العالم المادي إلى أفق يتجاوز المعنى.
وتجدر الإشارة إلى أن محمد السكتاوي هو من مواليد مدينة القصر الكبير في 7 مارس 1952، شغل منصب المدير العام لفرع منظمة العفو الدولية بالمغرب، كما كان من أبرز الأصوات المدافعة عن حقوق الإنسان، ومن الوجوه البارزة في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ومن ثم حزب الاتحاد الاشتراكي، وكذا حزب الطليعة.
وجدير بالذكر أيضا أنه كان في نقابة قطاع التعليم ضمن الكونفدرالية المغربية للشغل، إلى جانب عمله السياسي في صفوف اليسار، كما شارك في عدة ندوات بالمغرب، وكان معروفا بحب كتابته للشعر، ومن بين أعماله: “الشرفات الأربعون”، و”خلاءات” ثم “أناجيل الأندلس” وغيرهم.