أطلقت المملكة المغربية، مؤخرا، عددا من المشاريع الكبرى تماشيا مع استراتيجيتها التنموية الجديدة والتي تهدف إلى تطوير مجموعة من القطاعات الحيوية، استعدادا لاحتضان التظاهرات القارية والعالمية خلال السنوات المقبلة.
وشكلت هذه المشاريع، محط تنافس كبير بين الشركات العالمية خاصة الإسبانية والفرنسية منها، حيث تراهن على الاستفادة من حصتها في أوراش تطوير البنية التحتية المغربية، وبحث آفاق التعاون الثنائي بين البلدين، في سياق عودة طبيعية للعلاقات الدبلوماسية إلى سكتها الطبيعية.
وفي هذا السياق، قال محمد جدري، الخبير الاقتصادي لمنصة سفيركم:” إن المغرب مقبل على أحداث دولية كبرى من بينها كأس إفريقيا ونهائيات كأس العالم، إضافة إلى النموذج التنموي الجديد الذي يخص تحلية مياه البحر والميناء الأطلسي للداخلة، وأنبوب الغاز النيجيري المغربي’’.
وأضاف أن “العلاقات المغربية الإسبانية تمر من أزهى مراحلها، فمجموعة من المقاولات الإسبانية تريد أن تستفيد من هذا الوضع الاعتباري من أجل الفوز بمجموعة من الصفقات في المملكة، وجدير بالذكر أن صفقة تحلية المياه في الدار البيضاء ظفرت بها مقاولة إسبانية’’. مضيفا أن ’’إسبانيا هي الزبون الأول للمملكة، والمغرب هو الزبون الثالث خارج الاتحاد الأوروبي بعد بريطانيا وأمريكا، والبلدين يريدان الاستفادة من بعضهما البعض، لخلق مناصب الشغل وتطوير مجالهما الاقتصادي’’.
وأوضح جدري، أنه ’’رغم العلاقات السياسية المتوترة التي جمعت كلا من فرنسا والمغرب إلا أن العلاقات الاقتصادية ظلت في مستوى مرتفع، كما أن هناك تنافس بين إسبانيا وفرنسا لربح صفقات متعلقة بالقطاع الصناعي كقطار فائق السرعة، وكل هذا يصب في صالح المملكة ويخلق وفرة من العروض بأقل الأثمان، كما يمكن أن يساعدنا في تحقيق رؤية 2035 التي نسعى خلالها إلى مضاعفة الناتج الخام ليصل إلى 260 مليار دولار.
وجدير بالذكر أن المملكة المغربية تحتل اليوم الريادة على المستوى الإفريقي فيما يتعلق بتطوير شبكات البنية التحتية والنقل، كما تسعى إلى نقل تجربتها الرائدة في هذا المجال إلى باقي الدول الإفريقية.
تعليقات( 0 )