كشف تقرير أعدته مؤسسة “سونرجيا” بشراكة مع صحيفة “ليكونوميست”، حمل عنوان: “بارومتر وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب 2025″، أن المغاربة يقضون أكثر من ثلاث ساعات يوميا على منصات التواصل الاجتماعي.
وتعكس هذه الأرقام، حسب التقرير، التغلغل المتزايد لهذه الوسائط، في تفاصيل الحياة اليومية.
ومع تصاعد هذا الرقم سنويا، تطرح أسئلة جدية حول أثر هذه المنصات على العلاقات الاجتماعية، وأولويات الأفراد، وتوازنهم النفسي، يقول نفس التقرير.
وفي هذا السياق قال الخبير التربوي والاجتماعي مصطفى تاج، ” إن العالم أصبح “قرية صغيرة”، بفعل التقدم المستمر في وسائل الاتصال، ما جعل الإنسان يقضي ساعات طويلة في استخدام الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، التي لم تعد فقط منصات للتفاعل، بل أصبحت كذلك مصادر رئيسية للمعلومة والخبر، في ظل تواجد كبريات الجرائد والمؤسسات الإعلامية على هذه المنصات”.
وأوضح تاج في تصريح لموقع سفيركم “أن عددا كبيرا من الناس، باتوا يستقون أخبارهم بشكل يومي، من وسائل التواصل الاجتماعي، بحكم سرعة تداول المعلومة، وسهولة الوصول إليها عبر صفحات الصحف العالمية والبوابات الرسمية التي تعتمد هذه المنصات كقنوات أولية للنشر والتفاعل”.
وأكد المتحدث أن لهذه الوسائل أدوارا متعددة، يمكن تلخيص أهمها في ثلاث محاور رئيسية:أولا، دورها كمصدر رئيسي للأخبار والمعلومات،وثانيا دورها كوسيلة فعالة، وآمنة للتواصل بين الأفراد، حيث باتت تطبيقات مثل “واتساب” و”ميسنجر” من الأدوات اليومية للتواصل بين الأهل والأصدقاء، وثالثا إشباع الفضول الاجتماعي، إذ أصبحت هذه المنصات نوافذ يتتبع من خلالها الناس أنشطة الآخرين وتحركاتهم، وما ينشرونه من تفاصيل الحياة الخاصة والعامة.
ويرى الباحث السوسيولوجي، “أن العلاقة بين الإنسان والهاتف الذكي، قد تطورت لتصبح علاقة حميمية”، مشيرا إلى “أن البعض صار أكثر ارتباطا بهاتفه من ارتباطه بأفراد أسرته أو حتى بنفسه، حيث “قد يسافر الشخص إلى مكان يحبه، لكنه لا ينسى هاتفه، وقد يجلس مع أسرته أو زوجته، لكنه يكون مشغولا بتصفح هاتفه، سواء لمتابعة الأخبار أو فضولا في تتبع حياة الآخرين، وقد يعير الإنتباه لهاتفه أكثر من نفسه وأطفاله أحيانا”.
ويؤكد الخبير التربوي والاجتماعي، أن” الهاتف لم يعد مجرد وسيلة للتواصل، بل صار مستودعا للأسرار، يحمل في ذاكرته العادات والممارسات والاهتمامات الشخصية لصاحبه، وهو ما يفسر لجوء كثيرين إلى اعتماد كلمات مرور صارمة لعدم كشف ما بداخل هواتفهم”.
وختم مصطفى تاج بالقول، ” إن هذا التعلق الشديد بالهاتف، والتفاعل المفرط مع وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح جزءا من طبيعة الحياة المعاصرة، يتطلب وعيا جماعيا لتقنين الاستخدام، وإعادة التوازن بين العالم الرقمي والحياة الواقعية