سلطت الجمعية المغربية لصحة البروستات الضوء على آخر مستجدات العلاجات المتوفرة في المغرب لعلاج مرض البروستات الذي يفتك بأكثر من ألفي شخص سنويا بالمغرب حسب الإحصائيات الرسمية، كما يزداد عدد المصابين به سنويا، لا سيما في ظل غياب توعية وتحسيس بالمرض وضرورة الكشف المبكر عليه والذي يعد أساسيا في عملية العلاج.
ويعد سرطان البروستات، السرطان الأول لدى الرجال في سن 50 عاما فما فوق، وهو سرطان مميت، ويبلغ معدل الإصابة بسرطان البروستات 12,3 لكل 100 ألف رجل في المغرب.

وفي هذا الإطار كشف البروفيسور أحمد المنصوري أستاذ في جراحة الكلي والمسالك البولية ورئيس هيئة الأطباء في مراكش سابقا، خلال ندوة علمية نظمتها الجمعية المذكورة أمس السبت بمراكش، عن تقنية “الهايفو” الجديدة التي دخلت للمغرب كأول بلد عربي وإفريقي يتوفر على مركز لهذه التقنية بعد فرنسا وأمريكا وألمانيا في علاج سرطات البروستات.

وأوضح البروفيسور أحمد المنصوري في تصريح لموقع “سفيركم”، أن تقنية الهايفو (HIFU)، وتعني High-Intensity Focused Ultrasound، هي علاج غير جراحي يعتمد على تركيز الموجات فوق الصوتية عالية الكثافة على أنسجة معينة داخل البروستات، مما يؤدي إلى رفع حرارتها، وتدميرها من دون شق أو جراحة.

ولفت الطبيب المختص في جراحة الكلي والمسالك البولية ورئيس الجمعية المغربية لصحة البروستات إلى أن هذه التقنية أصبحت متوفرة في المغرب بفضل جهود إحدى المؤسسات الصحية الخاصة بمدينة مراكش، والتي تعد أول مؤسسة صحية تقدم هذه العملية في القارة الإفريقية والعالم الإسلامي والعربي.
وتعتمد “الهايفو” تقنية حديثة تعتمد على الموجات الصوتية وتعد بديلا ناجعا وفاعلا للجراحة، وتتم عبر ثلاث مراحل، حيث يتم بداية توجيه الموجات بدقة عبر مسبار شرجي، ثم تركز الأمواج على نقطة معينة داخل البروستات، وفي المرحلة الثالثة تؤدي الحرارة الناتجة (حوالي 80-100 درجة مئوية) إلى تحلل حراري نسيجي انتقائي.
وتمتاز هذه التقنية بكونها تقنية غير جراحية، لا يتطلب تخديراً عاماً، وتحافظ على الوظائف البولية والجنسية بدرجة أعلى من الجراحة، كما يمكن تكرارها وإعادتها عند الحاجة دون التخوف من المضاعفات، بالإضافة إلى أن مدة الإستشفاء قصيرة ونجاعة كبيرة.
وأصبحت تقنية الهايفو متاحة أمام المصابين بتورم أو سرطان البروستات، وتعد مدينة مراكش أول مدينة في إفريقيا وفي العالم العربي والإسلامي تتوفر على هذه التقنية الحديثة والمتطورة، ومن شأن هذه الخطوة أن تحدث نقلة نوعية في المنظومة الصحية المغربية، وتؤشر إلى إرادة طبية لتحديث أساليب علاج الأمراض الذكورية ومواكبة التقدم العلمي الدولي يقول المنصوري.
