شكل قرار الاتحاد الإفريقي القاضي باستبعاد جبهة البوليساريو الانفصالية من جميع مشاركاته في المحافل والملتقيات الدولية، “ضربة مؤثرة” للجبهة المذكورة، وفق تعبير الكثير من المهتمين بشؤون الاتحاد، ولا سيما أن البوليساريو كانت تتخذ من تلك المشاركات فرصة لترويج أطروحة الانفصال التي تتبناها ضد المغرب في قضية الصحراء.
وأعربت جبهة البوليساريو على لسان عدد من زعمائها، عن غضبها الشديد من هذا القرار، متهمة المغرب بالوقوف ورائه، في حين يرى كثيرون أن قرار الاتحاد الإفريقي الأخير هو “نجاح دبلوماسي” آخر، ينضاف إلى إنجازات الرباط، منذ عودة المملكة المغربية إلى الاتحاد الإفريقي.
ووفق ذات المتتبعين، فإن هذا القرار يُعتقد أنه سيكون أولى خطوات المغرب نحو “الطرد النهائي” لجبهة البوليساريو من العضوية التي سبق أن حصلت عليها داخل الاتحاد الإفريقي، في سياق سياسي أنذاك كان يتسم بالعداء نحو الرباط، ولا سيما أن الكثير من الظروف والمعطيات تغيرت الآن.
وفي هذا السياق، قالت عدد من الصحف والمجلات الدولية، من بينها “جون أفريك”، إن المغرب نجح منذ عودته إلى الاتحاد الإفريقي في يناير 2017 بقرار من الملك محمد السادس، في كسب العديد من الأصوات الإفريقية داخل الاتحاد، وبالمقابل تضييق الخناق على جبهة البوليساريو.
ويُعتبر قرار الاتحاد الإفريقي باستبعاد تمثيلية البوليساريو في الملتقيات والمحافل الدولية، دليل على أن خطوة العودة إلى الاتحاد الإفريقي كانت خطوة مدروسة من طرف الرباط، وقد بدأت تؤتي ثمارها الدبلوماسية والسياسية لصالح المملكة المغربية.
وكانت مشاركة البوليساريو في أنشطة الاتحاد الإفريقي، تثير الكثير من المشاكل والجدل، وتسببت في أحيان كثيرة في أزمات دبلوماسية للمغرب، مثلما حدث في قمة تيكاد 8 التي جمعت بين الاتحاد الإفريقي واليابان بتونس، حيث استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد، زعيم البوليساريو، مما تسبب ذلك في أزمة دبلوماسية بين تونس والرباط لازالت قائمة إلى حدود اليوم.
ويُمثل قرار الاتحاد الإفريقي الأخير، نهاية لأزمات دبلوماسية كان من الممكن أن تحدث بين المغرب ودول أخرى مستقبلا، مما يُعتبر انتصارا للمساعي المغربية لإنهاء تحركات جبهة البوليساريو داخل أروقة الاتحاد الإفريقي، ومن المرجح أن تكون هذه الخطوة الأولى لإنهاءعضوية هذا الكيان بصفة كاملة في الاتحاد الإفريقي، وفق ما يرى الكثير من المهتمين.
تعليقات( 0 )