يواصل المغرب ترسيخ نفوذه الاقتصادي بالقارة الإفريقية إلى جانب نفوذه السياسي، حيث وقّعت مجموعة “سومـاجيك” المغربية صفقة ضخمة لإنشاء خط ربط كهربائي بين أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، بقيمة 1.3 مليار دولار، ليكون من بين أكبر المشاريع الطاقية التي تفوز بها شركة مغربية في القارة.
وذكرت مصادر إعلامية أن هذا المشروع يهدف إلى تعزيز تكامل سوق الطاقة الإقليمي في منطقة تعاني من ضعف الوصول إلى الكهرباء، حيث ستُمكّن خطوط النقل عالية الجهد أنغولا من تصدير فائض إنتاجها الطاقي إلى جيرانها.
وذكرت مصادر متخصصة، أن هذا المشروع سيتم تمويله وتنفيذه وفق نموذج BOOT (البناء – التملك – التشغيل – النقل)، مما يعني أن أنغولا لن تتحمل أي تكلفة مباشرة.
ووصفت المصادر ذاتها، أن هذا “الإنجاز” يأتي في سياق استراتيجية المغرب لتعزيز حضوره الاقتصادي في القارة، حيث توسعت استثماراته في البنية التحتية، والطاقة، والقطاع المالي، والعقارات.
ويعكس المشروع رؤية الملك محمد السادس، لتعزيز التعاون الإفريقي وتحقيق التنمية المستدامة، بالاعتماد على صيغة “رابح – رابح”.
وتقول المصادر المتخصصة أن هذا العقد الضخم، يثبت المغرب أنه لا يكتفي بالمشاركة في المشاريع الإفريقية، بل يقودها ويديرها، مشيرة إليه كقوة اقتصادية صاعدة، تساهم في تطوير القارة الإفريقية من خلال مشاريع كبرى تعزز التكامل الإقليمي وتوفر حلولًا مبتكرة للتحديات التنموية.
ومن الأمثلة البارزة للدور الفاعل للمغرب في القارة الإفريقية، هي المبادرة الأطلسية التي أطلقها العاهل المغربي في السنوات الأخيرة، والتي تضم في طياتها العديد من المشاريع التي تهدف إلى التكامل الاقتصادي الإفريقي، مثل مشروع أنبوب الغاز الذي سيربط بين نيجيريا والمغرب مرورا بإحدى عشر بلدا في القارة الإفريقية.