قال الملك محمد السادس إن المملكة المغربية تمكنت من تعزيز موقعها كمحفز استراتيجي للشراكات جنوب-جنوب، وكرابط طبيعي بين جهات القارة الإفريقية وبلدان الجنوب، بفضل مشاريع مهيكلة ومبادرات تنموية كبرى.
وفي رسالة وجهها الملك إلى المشاركين في ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة، الذي انطلقت أشغاله اليوم الأحد بمدينة مراكش، أبرز الملك أن المغرب أطلق مشاريع قارية ملموسة من شأنها إحداث تحول مستدام في المشهدين الاقتصادي والاجتماعي للقارة.
ومن بين هذه المبادرات، أشار الملك إلى مشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي الذي يُعد مسارا حقيقيا نحو التكامل والتنمية الاقتصادية المندمجة، إلى جانب المبادرة الأطلسية التي تهدف إلى تيسير ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، ومسلسل الرباط للدول الإفريقية الأطلسية الذي يُرسي نموذجًا جديدًا للتعاون الإقليمي.
وفي السياق ذاته، نوّه الملك بالخبرات التي راكمها المغرب في مجالات استراتيجية مثل الطاقات المتجددة، الفلاحة المستدامة، الخدمات المالية، والبنى التحتية للنقل، والتي تشكل قاعدة لتوسيع الروابط والشراكات داخل القارة.
وبخصوص التحديات التمويلية، أكد الملك أن المغرب اعتمد مقاربة استراتيجية تقوم على تطوير آليات مالية مبتكرة وتعبئة فعالة للموارد الوطنية، مشيرًا إلى أن صندوق محمد السادس للاستثمار يُعد أداة رئيسية لتحفيز الاستثمار ومواكبة المقاولات، خاصة الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الابتكار والتنمية المستدامة.
كما أشاد الملك بدور القطب المالي للدار البيضاء الذي استطاع أن يرسخ موقعه كمركز مالي إقليمي مهم يستقطب تدفقات مالية لدعم التنمية في القارة الإفريقية.
وختم الملك محمد السادس رسالته بتجديد التزام المغرب بمواصلة تعبئة الموارد، وتقوية الشراكات الاستراتيجية، وتعزيز التعاون جنوب-جنوب، وفاء برؤيته لتنمية شاملة ومستدامة تصب في مصلحة الشعوب الإفريقية.