يعود النازحون الفلسطينيون في رحلة طويلة إلى شمالي قطاع غزة لأول مرة منذ أن بدأت حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع في أكتوبر 2023.
ويمر النازحون عبر ممر نتساريم سيرا على الأقدام من خلال شارع الرشيد الكائن على طول الشريط الساحلي للقطاع، وبعضهم عبر المركبات يعودون لديارهم من خلال شارع صلاح الدين وسط القطاع.
ووأظهرت الصور المنتشرة على نطاق واسع الآلاف من الفلسطينيين يتجهون نحو شمال غزة سيرا على الأقدام وهم يحملون متعلقاتهم.
وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي أن المعابر ستكون مفتوحة بدءا من الساعة السابعة صباحا للمشاة ومن الساعة التاسعة صباحًا للمركبات.
وصفت حركة حماس عودة اللاجئين الفلسطينيين بأنها “نصر”، في المقابل، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأن الجيش سيستمر في فرض بروتوكول وقف إطلاق النار وحذر من أي انتهاكات، قائلا “من يهدد القوات الإسرائيلية سيتحمل التكلفة الكاملة”.
ويشعر العديد من الفلسطينيين بالارتياح للعودة إلى منازلهم، لكن الوضع في شمال غزة لا يزال قاسيا وغير قابل للعيش.
وقالت تمارا الرفاعي، ممثلة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن حوالي 90% من المباني والبنية التحتية في المنطقة قد دُمرت.
وقالت الرفاعي لقناة الجزيرة القطرية، إن “مخاطر القنابل غير المنفجرة، خصوصا على الأطفال، مرتفعة جدا”، مضيفة أن الوصول إلى الطعام ووسائل الراحة اليومية يكاد يكون معدوما باستثناء الأيام الثمانية الأخيرة من الهدنة بعد دخول المساعدات.
وتعد عودة الفلسطينيين إلى شمال القطاع جزءا من المرحلة الأولى من الهدنة، حيث ستشهد الأسابيع الستة الأولى من الاتفاق، إطلاق حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية لعدد من الأسرى في مقابل حوالي 1,900 فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
بالإضافة إلى ذلك، من المفترض أن تبدأ قوات الاحتلال الإسرائيلي في الانسحاب تدريجيا من غزة، مع عودة النازحين إلى منازلهم وزيادة المساعدات إلى القطاع.
أما المرحلة الثانية، فتشمل إقامة وقف دائم لإطلاق النار في غزة، مع عودة باقي الأسرى الأحياء مقابل مزيد من الأسرى الفلسطينيين، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، وستشهد المرحلة الثالثة والأخيرة من الهدنة عودة جثامين الأسرى الإسرائيليين المتوفين وإعادة بناء غزة.