يجسد اعتماد التقرير النهائي الذي يخص انضمام جزر القمر إلى منظمة التجارة العالمية، الذي تم يوم أمس الثلاثاء بجنيف، تكريسا للريادة المغربية على المستوى الديبلوماسي، خاصة وأن المملكة ترأست فريق العمل الخاص بهذه العملية.
وجاء في خبر لوكالة المغرب العربي، أنه “بعد مسار طويل ومعقد، دام أكثر من 15 سنة، عقد فريق العمل المعني بانضمام جزر القمر إلى منظمة التجارة العالمية، برئاسة السفير الممثل الدائم للمغرب بجنيف، عمر زنيبر، دورته العاشرة والختامية، التي تم خلالها اعتماد التقرير النهائي، إيذانا بالمرحلة الأخيرة من هذه العملية في أفق أن يتم التصديق رسميا على قرار الانضمام خلال المؤتمر الوزاري الثالث عشر للمنظمة، المقرر عقده في الفترة من 26 إلى 29 فبراير 2024، في أبو ظبي”.
وتابعت الوكالة، أن عملية انضمام جزر القمر إلى منظمة التجارة العالمية، التي تمت بفضل مجهودات التنسيق والتتبع المتواصلة والمكثفة التي قام بها المغرب الذي ترأس هذا المسلسل، تعد الأولى من نوعها منذ 8 سنوات، نظرا لأن عددا كبيرا من الدول فاق عددها عشرين دولة سبق وتقدمت بطلبات الانضمام.
وواصل المصدر أن عمليات الانضمام “لا تكون سهلة أبدا، بل تتطلب اعتماد إصلاحات كبيرة وهامة على المستوى الإداري والتشريعي والاقتصادي والتجاري، من أجل جعل المعايير الوطنية تتكيف وتتماشى مع المعايير ومتطلبات المنظمة”.
واستطردت “لاماب”، بالقول إن بلاغ البعثة المغربية الدائمة بجنيف أكد على أن “الانضمام الناجح لهذا البلد الشقيق، والذي يأتي في أعقاب التزامات في مفاوضات ثنائية صعبة مع الشركاء الاقتصاديين الرئيسيين، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند، يعكس أهمية اندماج أقل البلدان نموا في النظام التجاري المتعدد الأطراف وتعزيز العلاقات التجارية الدولية على أساس الشفافية والإنصاف والشمول”.
وأضاف المصدر ذاته، أن “انخراط بلادنا والتزامها الثابت في هذه العملية هو تعبير وعلامة دعم لهذا البلد الشقيق، الذي يعول، من ناحية، على هذا الانضمام لتعزيز انفتاح اقتصاده واستخدامه كوسيلة لتسريع الإصلاحات الحالية والمستقبلية، وتحديث وتطوير نسيجه الاقتصادي، ومن ناحية أخرى كركيزة لدعم خطة ‘جزر القمر الناشئة بحلول عام 2030’ “.
وشدد البلاغ على أن هذا المسار “تكريس لنجاح دبلوماسي جديد ينضاف للنجاحات المتواصلة التي يحققها المغرب، كما أنه يعكس ريادة المملكة المغربية ومساهمتها الفعالة داخل المنظمات الدولية، وهي البلد المضيف لتوقيع اتفاقيات مراكش قبل 30 سنة (الغات)، والتي تواصل جهودها الدؤوبة من أجل تركيز عمل منظمة التجارة العالمية لصالح البلدان النامية والبلدان الأقل نموا، وخاصة بإفريقيا”.
وذكر المصدر أن هذا الاجتماع عرف حضور كل من نجوزي أوكونجو إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، ووزير البريد والاتصالات والاقتصاد الرقمي بجزر القمر، كمالديني سويف، وسط مشاركة واسعة من أعضاء منظمة التجارة العالمية وكبار المسؤولين في جزر القمر.
وقدم السفير الممثل الدائم للمغرب تهنئة لجزر القمر على هذا الانضمام واصفا إياه بـ”المستحق”، معتبرا إياه ثمرة الجهود الكبيرة المبذولة تحت قيادة رئيس الجمهورية غزالي عثماني، وكذا بفضل الدعم الفعال المقدم من قبل المؤسسات والإدارات المهتمة بملف الانضمام.
بدورها، نوهت المديرة العامة بالأهمية البالغة التي تحظى بها هذه العضوية في تعزيز منظمة التجارة العالمية ومصداقيتها، وخاصة تجاه البلدان الأقل نموا وأفريقيا، كما رحب جميع المتحدثين بانضمام هذا البلد، مشيدين في نفس الوقت بأداء الرئاسة المغربية لفريق العمل.
تعليقات( 0 )