كشفت تقارير إعلامية إسبانية، يوم أمس الإثنين، أن المركز الوطني للتهديدات السيبرانية، التابع لجهاز الاستخبارات الإسبانية “CNI”، قد رصد أيام قليلة قبل الانقطاع الكهربائي التام الذي شهدته إسبانيا، “نشاطا كثيفا وغير اعتيادي قادم من شمال إفريقيا”، مؤكدة أن “مصدره ليس المغرب”.
وأوضح التقرير الذي نشره الموقع الالكتروني الإسباني “InfoBae” أن وكالة “سيرفيميديا” قد نقلت عن مصادرها في الجهاز الاستخباراتي الإسباني، أنه رصد “نشاطا غير معتاد وكثيف قادم من شمال إفريقيا” في الأيام التي سبقت الحادث، دون أن يحدد الجهة المسؤولة عن ذلك بدقة.
وشددت المصادر نفسها على أن هذا النشاط “لا يعود إلى المغرب”، داعية الرأي العام إلى التريث قبل الوصول إلى استنتاجات نهائية، لا سيما وأن التحقيق في الأسباب الدقيقة التي تقف وراء هذا الانقطاع سيستغرق “عدة أشهر”، بالنظر إلى تعقيد المعطيات التقنية، وتشابك احتمالات الهجوم السيبراني مع الأعطال الهيكلية.
ولفت الموقع نفسه إلى أن فرضية الهجوم السيبراني تبقى إحدى السيناريوهات المطروحة، إذ تشير بعض التحليلات إلى احتمال تنفيذ “هجوم حجب الخدمة” مرفوق بـ”أوامر تخريبية استهدفت بروتوكولات صناعية دقيقة”، وهو ما قد يفسر السرعة والحدة التي حدث بها الانهيار الكهربائي.
وذكرت مصادر أخرى داخل الاستخبارات الإسبانية في تصريح قدمته لموقع “إنفوباي”، أن الوقت ما يزال مبكرا للجزم بأن السبب يعود إلى هجوم إلكتروني، مشيرة إلى أن فرضية “عطل متعدد الأسباب” بين الشبكتين الإسبانية والفرنسية تظل مطروحة كذلك، مضيفة أن “التحقيق سيستغرق عدة أشهر قبل الوصول إلى نتائج دقيقة”.
وكان رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، قد أكد في ندوة صحفية عقدها مساء الاثنين، أن “الأولوية القصوى هي العودة إلى الوضع الطبيعي”، مشيرا إلى أن الانقطاع المفاجئ تسبب في فقدان ما يقارب 15 جيغاواط من الطاقة الكهربائية، أي ما يعادل 60% من إجمالي الاستهلاك في تلك اللحظة، مبرزا أن السلطات “لا تستبعد أية فرضية في الوقت الراهن”.
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة الإسبانية قد حذر مؤخرا في إحدى خرجاته الإعلامية من استهداف إسبانيا، قائلا: “أعداء أوروبا لم يعودوا يكتفون بالصواريخ والدبابات، بل يستخدمون الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات المضللة، وإحداث الانقسام داخل المجتمعات، وشن هجمات سيبرانية تهدد خدماتنا العامة ونمط عيشنا”.
وجدير بالذكر أيضا أن العاصمة الإسبانية مدريد، عاشت ظهر يوم أمس الاثنين، على وقع انقطاع كبير للتيار الكهربائي، كان مصحوبا بعطل على مستوى شبكة الإنترنت، وشملت حالة الانقطاع الكبيرة للتيار الكهربائي جميع بقاع المملكة الإسبانية إلى جانب مناطق مهمة من البرتغال.