باحث أمازيغي: زواج القاصرات نادر في إملشيل والجمعيات “تضخم الأمر”

أكد الشاعر والباحث في التراث الأمازيغي، باسو أوجبور، أن حالات زواج القاصرات في موسم إملشيل للخطوبة ومهرجان موسيقى الأعالي نادرة جدا، ولا تدخل ضمن ثقافة المنطقة، مبرزا أن الجمعيات المعنية بحقوق القاصرين “تضخم الأمر وتمنحه حجما أكثر من الطبيعي”.

وأوضح الشاعر والباحث في التراث الأمازيغي، باسو أوجبور، في حوار أجرته معه جريدة “سفيركم” الإلكترونية، على هامش تنظيم مهرجان إملشيل للخطوبة وموسيقى الأعالي، أنه “لا يوجد زواج للقاصرات في الموسم وفي منطقة آيت احديدو بالكامل”، إلا في حالات نادرة جدا، قائلا: “لا أعتقد أنه يوجد زواج للقاصرات في هذا الموسم أو في المنطقة بأكملها، لكن توجد بعض الحالات النادرة جدا، حيث تكون الفتاة أكثر نضجا من سنها، وهي حالات نادرة جدا، قد تكون في الغالب في سن السابعة عشر، ما يتطلب إحضار والديها للموافقة على هذا الزواج؛ أما دون ذلك فلا يوجد”.

وواصل المتحدث ذاته، أن تاريخ المنطقة كان شاهدا على تنظيم أعراس جماعية يطلق عليها “أسدي”، كان يجري فيها تزويج القاصرين بالقاصرات، مؤكدا أنه لا مكان في ثقافة المنطقة لتزويج الرجال الراشدين والناضجين بالفتيات القاصرات، وأن أهل المنطقة يحرصون من خلال هذا التقليد على تدريب أبنائهم من الصغر على قيم تحمل المسؤولية وتوعيتهم بخصوص الزواج، كما هو الحال بالنسبة لبعض القرى كـ”تغيغاشت” و “سونتات”.

ولفت الباحث الأمازيغي إلى أن هذا التقليد يمكن إدراجه ضمن “الثقافة الجنسية الحلال”، على عكس التي يتم تداولها عند الغرب من خلال رفع الشعارات الجنسية وتوزيع الواقيات الذكرية على تلاميذ الإعداديات والثانويات، مستنكرا ربط المنطقة بتزويج القاصرات، قائلا: “عندما يتعلق الأمر بمناطقنا وقبائلنا يصفوننا بأننا نتزوج بالقاصرات، وهذا أمر غير وارد تماما لأن ذلك يتم فقط لتدريب وتمرين الأبناء والبنات على تحمل المسؤولية مبكرا، وكذلك لتفادي بعض العقد النفسية التي قد تنتج عن فشل ليلة الدخلة، ويمكن أن يدخل هذا ضمن الثقافة الجنسية الحلال”.

وتحدث باسو أوجبور بعبارة تأسف عن دخول هذا التقليد المحلي مرحلة الانقراض، بسبب ربط بعض الجمعيات الحقوقية التي تعنى بالقاصرين له بزواج القاصرات، واصفا ما تقوم به بـ”تضخيم الأشياء عن حجمها الطبيعي”، قائلا: “هذه الثقافة قضت عليها احتجاجات بعض الجمعيات المناهضة لتزويج القاصرات، ولو أن الأمر لا يدخل ضمن زواج القاصرات مادام أنه يتعلق بزواج القاصرين فيما بينهم، إذا قلنا زواج القاصرات فلماذا لا نقول أيضا زواج القاصرين بالقاصرات؟ أظن أن هذا يدخل ضمن الثقافة الجنسية وثقافة التمهيد لتحمل مسؤولية الزواج”.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)