تحتضن مؤسسة دار المغرب بالعاصمة الفرنسية باريس، يوم 7 يونيو 2025، حدثين ثقافيين مخصصين لتسليط الضوء على تجارب نساء مغربيات بارزات في المجتمع الفرنسي، وعلى مسار بوعبيد المكناسي، وهو مصور فوتوغرافي مغربي يوثق الذاكرة البصرية لمغاربة الخارج.
وستنظم في البداية ندوة تحمل عنوان “نساء الأنوار”، بمشاركة أربعة نساء، ويتعلق الأمر بكل من أمينة العلوي سليماني؛ وهي مهندسة مدنية، وأستاذة بالمدرسة الوطنية للجسور والطرق، والمهندسة سكينة العلوي، إلى جانب إيزة جينيني إدري، وهي مخرجة، ومنتجة، وموزعة للأفلام السينمائية، وكذا غزلان الزواك، وهي رياضية دولية، وبطلة سابقة في رياضتي الجودو وفنون القتال المختلطة (MMA).
وتعرف الندوة، المنظمة تحت شعار “نساء بمسارات ملتزمة وملهمة” من قبل مؤسسة دار المغرب، تقديم كتاب “نساء الأنوار” للمصور المغربي بوعبيد المكناسي، الذي يكتنز بين أوراقه شهادات بصرية لمسارات نسائية مغربية في ديار المهجر.
وبالموازاة مع هذه الندوة، تفتتح المؤسسة معرضا فوتوغرافيا بعنوان “ذاكرة من عدسة”، يستمر إلى غاية 14 يونيو 2025، ويضم مجموعة من الأعمال الفوتوغرافية لبوعبيد المكناسي، التي تركز على توثيق كلامح وتجارب مغاربة وعرب في فضاءات الغربة.
وينتمي بوعبيد المكناسي إلى جيل المصورين الذين وثقوا فوتوغرافيا تحولات الجالية المغربية في فرنسا، إذ نشأ بالمغرب قبل أن ينتقل إلى باريس، وهناك وظف الكاميرا الخاصة به لرصد تفاصيل الحياة اليومية التي يعيشها المهاجرون، وتسجيل ملامح الهوية المغربية في مجتمعات غربية.
ويتميز الأسلوب التوثيقي لبوعبيد المكناسي، ببساطته وتركيزه على التقاط اللحظات العفوية بعيدا عن المشاهد المصطنعة، كما أن أعماله تتمحور حول إبراز الحياة اليومية للمهاجرين، من خلال بورتريهات ومشاهد من الحياة الاجتماعية في الضواحي الفرنسية.
وطوال مسيرته، شارك المكناسي في عدة معارض جماعية وفردية، من بينها معرض “نساء الأنوار” الذي نظم سنة 2018 في دار المغرب بباريس، الذي ضم أزيد من 100 بورتريه لنساء مغربيات متألقات في مجالات مختلفة بفرنسا، ومعرض “الفنون المغربية في باريس”، الذي وثق وجوه فنانين ومبدعين مغاربة مقيمين في فرنسا.
وكان بوعبيد المكناسي مصورا صحفيا متعاونا مع مجموعة من الصحف المغربية، كما شارك في عدة معارض حول الهجرة والاندماج والهوية بفرنسا، وأخرى داخل المغرب وخارجه، ناهيك عن التنويه الذي كان يتلقاه من مجموعة من النقاد الذين اعتبروه “مؤرخا بصريا صادقا وجريئا في نفس الوقت”.
وتعتبر أعمال بوعبيد المكناسي جزءا من الأرشيف البصري الذي يسعى إلى توثيق واقع المهاجرين المغاربة في أوروبا، إذ تركز صوره على تقديم مشاهد للحياة اليومية والانتماء الثقافي، ما يجعلها مصدرا بصريا يمكن الاعتماد عليه في دراسة التحولات الاجتماعية والثقافية التي تعرفها الجالية المغربية بالخارج.