لم يكن يعلم محمد باسو، ابن زاكورة وسليل منطقة تلتقي فيها رائحة الأرض الطيبة بألوان الرمال الذهبية، الذي حمل بين طيات رحلته عزيمة تأبى الاستسلام، أن ظهوره في دور بسيط وحاسم في فيلم أمريكي ينهل من التراث المغربي، سيوقد شرارة حب جديدة في قلوب المغاربة، وأن المقادير الإلهية ستهيء لمشاركته في هذا العمل الذي ربما سيدخله العالمية من بابها الأوسع.
وتقاسم الكوميدي محمد باسو، في حوار أجراه معه موقع سفيركم الإلكتروني، تفاصيل مشاركته في فيلم “The Lost Princess”، وتجربة اشتغاله القصيرة مع المخرج هشام حاجي وطاقم العمل الهوليودي، مشيرا إلى تفاعل الجمهور المغربي مع تشخيصه وإتقانه للغة الإنجليزية، كاشفا عن موقفه من التحصيل العلمي وتحفظه من الصور النمطية، وكذا جولته المسرحية القادمة التي ستحط الرحال في مدن مغربية وأوروبية.
وهذا نص الحوار الذي أجراه الموقع مع محمد باسو:
في البداية، كيف جاءت مشاركتك في فيلم “The Lost Princess”؟
مشاركتي في الفيلم جاءت عن طريق صداقتي بالمخرج هشام حاجي، الذي يعد من المخرجين المغاربة الذين تألقوا بالفعل في الخارج، والذي يحاول دائما التسويق لصورة مشرفة عن المغرب في أعماله الهوليودية، فتواصل معي وأُعْجِبْتُ بفكرة الفيلم، لا سيما وأنها تنهل من التراث المغربي، كما وجدت الدور المسند لي مناسبا رغم بساطته، لكن طريقة أدائه نالت إعجاب الناس.
ما هو الدور الذي تجسده في الفيلم؟
أشخص في فيلم “The Lost Princess” دور إبراهيم، وهو مرشد سياحي ابن المنطقة، ورغم صغر دوره إلا أنه يلعب “دور مفتاح” في هذا العمل، لأنه من يفلح في الأخير في حل اللغز، الذي سيقود رجل الأعمال الأمريكي نحو القصبة المهجورة “Castle”.
كيف كان الاشتغال مع المخرج المغربي هشام حاجي وطاقم العمل ككل؟
بصدق، تجربة الاشتغال في الفيلم كانت مميزة لدرجة أني تمنيت أن تتكرر، ورغم أن فترة الاشتغال مع المخرج هشام حاجي في هذا العمل لم تتجاوز يومين، إلا أنها كانت رائعة واحترافية، سواء تعلق الأمر بالطاقم أو بطريقة التعامل، فهشام من المخرجين الذين يعرفون جيدا كيف يضبطون موقع التصوير بمهنية عالية، وكانت هذه المشاركة فرصة للقاء أبطال الفيلم ونجوم هوليوود.
ما هو شعورك بعد تفاعل الجمهور المغربي مع المقطع الذي ظهرت فيه وأنت تتكلم لغة إنجليزية جيدة، والذي تم تداوله على نطاق واسع؟
لم أكن أتوقع أن يحظى المشهد بكل هذا التفاعل، وحين أرسله لي المخرج، ارتأيت أن أنتظر حتى يتم طرح الفيلم بشكل رسمي كي لا أحرق أحداثه، وأعيدها للمرة الثانية؛ لم أتوقع أبدا أن يثير دوري البسيط كل هذا الجدل، لكن أكثر ما أثلج صدري؛ هو حقيقة أن المغاربة يحبون رؤية أبناء جلدتهم متألقين في أعمال ومحافل دولية.
هل تفكر في المشاركة في المزيد من الأعمال العالمية، لا سيما وأن لغتك الإنجليزية جيدة ولا تواجه أي عائق لغوي؟
كما هو معلوم، فالجميع يحلم بالمشاركة في أعمال عالمية، لكن يجب على الممثل أن يتوخى الحذر ويأخذ وقته في قراءة سيناريو أي عمل كيفما كان قبل الموافقة عليه، كي لا يسقط في فخ تقديم صورة نمطية عن المغاربة أو عن شعوب شمال إفريقيا بصفة عامة.
ما هو سر حرصك الكبير على التحصيل العلمي والتكوين المستمر؟
تبقى القراءة والتحصيل العلمي هما الأساس، لأنهما يعيدان الإنسان دائما إلى نقطة البداية، ويسمحان له بالانسلاخ من هذا العالم المادي المليء بالضجيج والملذات والضلال، فهما بمثابة مكابح تتيح للمرء السيطرة على سير حياته، وتحديد تموقعه ضمن ضجيج هذا العالم، فلا يمكن مسايرة التحولات دون اطلاع أو ثقافة أو تحصيل علمي، كلها أمور تبقى الكفيل الوحيد لبلوغ حالة من الراحة والطمأنينة، في ظل ما بعرفه عالمنا من سرعة وتطور تكنولوجي.
ما هو جديدك الفني؟
أحضر لجولة فنية سأقدم فيها عرض “أتوت” (À Toute)، ستنطلق في أواخر شهر ماي الجاري وتستمر إلى نهاية السنة الجارية، بكل من باريس، موبوج، وبعدها مراكش، أكادير، الدار البيضاء والرباط وغيرها، وحرصت في هذا العرض على أن تشمل الجولة مدن الجنوب الشرقي، التي نادرا ما تصلها مثل هذه العروض.
