أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أن قيادات أحزاب الأغلبية الحكومية، تعتزم إصدار بيان رسمي قريبا للكشف عن مخرجات لقائها أمس الأربعاء.
وأوضح بايتاس، في الندوة الصحفية التي أعقبت اجتماع المجلس الحكومي اليوم الخميس، أن قادة الأغلبية الحكومية عقدوا اجتماعا، الأمس، خصص لمناقشة مجموعة من القضايا.
واعتبر بايتاس أن الاجتماع “جرى بكل روح إيجابية”.
وأتى تصريح بايتاس، في وقت يستمر فيه الجدل حول الخلافات التي طفت على السطح مؤخرا بين مكونات التحالف الحكومي الذي يقوده عزيز أخنوش رئيس الحكومة وحزب التجمع الوطني للأحرار مع حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال.
خلافات اعتبرها البعض عادية في البيت الحكومي على خلفية رهانات حزبية يتم تجاوزها وتحدث في كل التجارب الحكومية المكونة من ائتلافات حزبية، بينما يراها آخرون نتيجة لتباعد التقديرات والطموحات الحزبية سيما ونحن نقترب شيئا فشيئا من السباق الانتخابي المقبل.
وأرجعت المحللة السياسية، مريم أبليل، في تصريح سابق لموقع “سفيركم”، ظهور “التراشقات الكلامية” بين أحزاب التحالف الحكومي، إلى ما سمته بـ” ضعف الخيط الناظم بين هذه الأحزاب”.
وقالت المحللة السياسية، إن “المصالح كانت هي الخيط الناظم الوحيد بين الأحزاب الثلاثة والذي حاولوا المحافظة عليه عبر ميثاق الأغلبية وممارسات جديدة متمثلة في إظهار المساندة للأغلبية أو للحكومة”.
وتابعت أنه “لا يوجد خيط ناظم على المستوى الأيديولوجي أو الطرح السياسي أو التاريخ المشترك يجمع مكونات الحكومة“.
كما اعتبرت أن التقارب بين النتائج التي تحصلت عليها هذه الأحزاب في الاستحقاقات الأخيرة، تساهم في إشعال فتيل المنافسة مبكرا، وإظهار طموح كل حزب في الحصول على المركز الأول.
وترى أبليل أن هذه التراشقات وتبادل الاتهامات بين مكونات الحكومة الحالية، إذا خرج عن إطاره المؤسساتي سيزيد من فقدان ثقة المواطنين في العمل السياسي، موَضِّحة أن هذه الممارسات تجعل المواطن يفكر في أن الأحزاب بدأت مبكرا في الدفاع عن مصالحها الخاصة، في الوقت الذي لازالت فيه قضايا مجتمعية ذات راهنية وجب الدفاع عنها.
ونبَّهت ابليل أحزاب التحالف الثلاثي إلى أن الانتخابات المغربية يصعب فيها التوقع، موصية بأن التحضير الإيجابي يجب أن يكون على مستوى البرلمان والحكومة عبر تقديم إنجازات ملموسة للمواطنين للمساهمة في تعزيز الثقة بينهم وبين الفاعل السياسي.
وبخصوص سؤال إذا ما كانت هذه “التراشقات” قد تودي بانهيار “التحالف الحكومي” قبل الاستحقاقات القادمة، ترى المتحدثة ذاتها أن الأمر لا يتعدى كونه “تجلٍّ من تجليات عدم انسجام الأحزاب المتواجدة بالحكومة”، ولا يمكن أن يؤدي إلى انهيار التحالف على اعتبار أنه مبني على “المصلحة المشتركة”.