أعلن الحرس المدني الإسباني، اليوم الاثنين، اعتقال 3 أشخاص في مدينة توليدو ضمن عملية أمنية تم خلالها “تحييد خلية للتلقين الجهادي”، وذلك في إطار عملية مشتركة مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المغربية (DGST)، والتي بدأت أواخر عام 2023.
كما أبلغ الحرس المدني، وفق ما نقلته وكالة “أوروبا برس”، عن عمليتين أخريين في بونتيفيدرا ومدريد، أسفرتا عن اعتقال 4 أشخاص آخرين، وصفهم بـ”مؤثرين جهاديين” كانوا يشاركون في استراتيجية استقطاب وتجنيد الأفراد لصالح “التنظيمات الإرهابية”، وفق تعبيره.
وفي تفاصيل العملية، تم توقيف ثلاثة أفراد كانوا في “مرحلة متقدمة من التطرف”، في توليدو، في عملية أشرف عليها قاضي التحقيق المركزي رقم 2 والنيابة العامة للمحكمة الوطنية الإسبانية.
وجاءت هذه العملية نتيجة لـ”التعاون الوثيق” في مجال مكافحة الإرهاب بين الحرس المدني الإسباني والـDGST المغربية، وفق البيان الذي نقلته “أوروبا برس”.
وأوضح الحرس المدني أن “أحد المعتقلين كان يتمتع بنفوذ كبير في محيطه، مما مكنه من نشر الفكر الجهادي، والذي كان يُعاد نشره رقميا من قبل أتباعه المقربين، ومن بينهم قاصر تم اعتقاله أيضا في إطار العملية نفسها”، تضيف الوكالة.
إضافة إلى ذلك، أدار المعتقلون عددا كبيرا من الحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي، استخدمت في نشر الدعاية الجهادية على نطاق واسع.
وأكد الحرس المدني أن خطورة المعتقلين ظهرت من خلال المواد التي كانوا يحتفظون بها، والتي تضمنت محتويات تتعلق بـ”التنظيمات الإرهابية”، خاصة “داعش”، مع تركيز خاص على تنفيذ الهجمات الانتحارية في مناطق النزاع.
كما أفاد الحرس المدني بتنفيذ عمليتين موازيتين نفذتهما وحدة الاستخبارات التابعة له، حيث تم اعتقال “عدة أفراد” في مقاطعتي بونتيفيدرا ومدريد.
وأوضح البيان أن المعتقلين كانوا ينشطون بشكل مكثف على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كان لدى بعضهم عشرات الآلاف من المتابعين.
وكانوا يستخدمون مقاطع فيديو ومنشورات حول التدريبات البدنية، مثل تمارين القوة والدفاع عن النفس، كغطاء لنشر رسائل وأناشيد ذات تأثير عقائدي قوي في “الفكر الجهادي”، مستعينين بمواد إعلامية رسمية لتنظيم “داعش” لهذه الأغراض.
وفيما يتعلق بعملية بونتيفيدرا، صرح نائب ممثل الحكومة الإسبانية، أبيل لوسادا، بأن الاعتقالات الثلاثة تمت في 20 يناير الماضي، والمعتقلون هم إسباني من أصل برازيلي يبلغ من العمر 32 عاما، ومغربي يبلغ من العمر 28 عاما، وإسباني آخر من أصل مغربي يبلغ من العمر 22 عاما.
وكانت المواد التي نشروها تتضمن شعارات جهادية و”أناشيد دينية إسلامية ذات تأثير عقائدي قوي في الفكر الجهادي المتطرف”، كما قاموا بتوزيع واستخدام مواد إعلامية رسمية صادرة عن تنظيم “داعش”، وبثوا رسائل من الشبكة الإعلامية الرسمية لما يسمى بـ”الدولة الإسلامية”، حسب نص البيان.
وقد تم دعم العمليتين في بونتيفيدرا ومدريد بتحليل استخباراتي قدمته وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون (EUROPOL).