أوضح المغرب موقفه بشأن الأزمات التي تعرفها دول الساحل في إفريقيا، حيث قال وزير الخارجية المغربية، ناصر بوريطة، بأن المغرب يرفض سياسة إعطاء الدروس لهذه الدول، ويرفض التدخلات الأجنبية فيها، مشيرا إلى أن هناك ثقة في “عبقرية” هذه البلدان لتجاوز مشاكلها بنفسها.
وحسب تقرير نشرته صحيفة “العرب” اللندنية، اليوم الأحد، فإن المغرب أعطى صورة واضحة عن دبلوماسيته وسياسته الخارجية، خلال اللقاء الذي جمع بين بوريطة ونظيره، وزير خارجية بوركينا فاسو، كاراماكو جان مار تراوري، الذي حل بالعاصمة المغربية الرباط يوم الجمعة الماضي.
ووفق نفس المصدر، فإن المغرب، وجه عبر لسان بوريطة، رسالة إلى أطراف لم يسمها، بعدم التدخل في شؤون دول الساحل، وأكد في نفس الوقت أن المغرب ملتزم بتقديم تجاربه لهذه الدول لتجاوز مشاكلها، لكن دون التدخل في شؤونها، مثلما تفعل بعض الأطراف في الجوار.
إقرأ أيضا: بوريطة: السياسة الإفريقية للملك التزام راسخ بالتفاؤل الإفريقي
وبحسب العديد من المهتمين بالشؤون الإفريقية، وبالأخص منطقة الساحل، فإن ما صرح به بوريطة، يشير بطريقة غير مباشرة إلى الجزائر، وبعض الدول الأخرى، التي تفرض بعض الإملاءات على دول الساحل، ولا سيما أن الأخيرة تحاول الخروج من مأزق الاضطرابات الاجتماعية والسياسية، نتيجة لتغير الحكام في المنطقة.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، بأن دولة مالي سبق أن طالبت الجزائر بعدم التدخل في شؤونها الخاصة، وقد نشبت بين الطرفين أزمة سياسية ودبلوماسية، بعدما استقبل النظام الجزائري بعض ممثلي تنظيمات معارضة تنتمي إلى شمال مالي.
ويرفض المغرب، من جهته، الانحياز إلى أي طرف في دول الساحل، ويدعو إلى إيجاد حلول سياسية داخلية، عارضا مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى المساعدة في إيجاد حلول عملية بالمنطقة، ومن أبرزها مبادرة “المنفذ الأطلسي”.
إقرأ أيضا: لوليشكي لـ”جون أفريك”: المغرب طرح مبادرة “الأطلسي” للشراكة وليس للزعامة
ويُشار في هذا السياق، بأن وزير الخارجية البوركينابي أكد، أن بلاده تعقد “آمالا كبيرة” على المبادرة الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
وقال جان ماري تراوري، خلال ندوة صحفية عقب المباحثات التي أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن “بلدا مثل بوركينا فاسو لا يمكنه ألا يبالي بمبادرة ستمكننا من التغلب على التحديات المرتبطة بموقعنا القاري”.
وفي هذا الإطار، جدد رئيس الدبلوماسية البوركينابية التأكيد على الانخراط التام لبلاده في هذه المبادرة “التي ندعمها ونثمنها بشكل إيجابي كبلد يعاني من عبء الموقع القاري للبلاد”، مشيرا إلى أن “فرقنا بعمل ممتاز في تحديد الجوانب المتعلقة بهذه المبادرة وبتفعيلها”.
تعليقات( 0 )