وافق البرلمان الفرنسي على تأسيس ما سمي “مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية”، بعد مدة من تعليق عملية التأسيس، في وقت أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نهاية العام الماضي، دعم فرنسا للسيادة المغربية على صحرائه، وتبنيها لمقترح الحكم الذاتي كأساس وحيد لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
ويترأس هذه المجموعة، النائب عن الحزب الشيوعي الفرنسي “جون بول لوكوك” المعروف بمواقفه المعارضة للمملكة ولوحدتها الوطنية، حيث سبق له زيارة الجزائر ومخيمات تندوف أكثر من مرة، كما أنه عمل على تنظيم أنشطة واستضافة عناصر من جبهة “البوليساريو” الانفصالية داخل أروقة البرلمان الفرنسي.
ونشر البرلمان لائحة باسم اللجان والمجموعات الموضوعاتية أو مجموعات الصداقة التي أُسست وتشتغل فيه، ومن بينها تظهر مجموعة “الصحراء الغربية”، الأمر الذي أثار جدلا حول صلاحيات هذه اللجنة والسماح بتأسيسها من طرف برلمان دولة صديقة للمغرب ومؤيدة لموقفه وسيادته على الصحراء المغربية.
وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي والاستراتيجي محمد عصام العروسي، أن البرلمان الفرنسي لا يعبر عن موقف الدولة الفرنسية، والذي عبر عنه ماكرون في زيارته للمغرب، والذي أكد فيه على دعم مغربية الصحراء، كما أكد على عدم تعاطي فرنسا مع الجبهة الانفصالية.
وأضاف العروسي في تصريح لـ “سفيركم” أن تركيبة البرلمان الفرنسي تضم تيارات شيوعية وراديكالية ويمينية متطرفة ويسارية متطرفة، ضمن التعددية السياسية والتعبير عن الاختلاف داخل البرلمان الفرنسي، والذي لا يتطابق مع موقف الدولة العميقة في فرنسا.
وختم المتحدث قائلا إن هذه المجموعة لا تعبر إلا عن الأحزاب التي أسستها ولا يمكنها أن تؤثر على موقف الدولة الفرنسية، لافتا كذلك إلى أن وجودها هي طريقة لتصريف الاختلافات داخل البرلمان ويمكن كذاك أن تستعمل كورقة ضاغطة ضد المغرب، مشددا على أن ذلك لا يؤثر بأي شكل من الاشكال على موقف الدولة الفرنسية.