رفض برلمان جزر الكناري، اليوم الأربعاء، المقترح الذي تقدّم به حزب “فوكس”، الرامي إلى طرد المهاجرين غير النظاميين من الجزر، والذي يندرج في إطار مشروع قانون يدعو إلى إلغاء سياسة “الأبواب المفتوحة” التي تنهجها الأحزاب التي تقود الحكومة.
وكشفت وسائل إعلام إسبانية أن هذا المقترح قد تقدم به النائب نيكاسيو غالفان، خلال جلسة في البرلمان، وذلك بحضور المتحدث باسم “فوكس” في برلمان قشتالة وليون “خوان غارسيا-غاياردو”، الذي دعا إلى إغلاق مراكز استقبال المهاجرين غير النظاميين الموجودة في جزر الكناري ومنع إنشاء مراكز جديدة، كما اقترح الإعلان عن جزر الكناري كمنطقة لا تدعم المنظمات غير الحكومية والجمعيات المهتمة بشؤون المهاجرين.
واقترح حزب “فوكس” توجيه الأموال المخصصة لدعم هذه الجمعيات والمنظمات غير الحكومية التي تنشط في مجال مساعدة المهاجرين، إلى عمليات ترحيل الوافدين إلى بلدانهم الأصلية، وشملت المقترحات الأخرى إجراء استفتاء شعبي لتعزيز الأمن في جزر الكناري وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، إلى جانب تعديل القوانين المتعلقة بتسجيل المهاجرين لمنع استفادتهم من المساعدات الاجتماعية بطرق غير قانونية.
وفي معرض دفاعه عن المقترح، أوضح غالفان أن الهجرة غير النظامية تعتبر “واقعا ملموسا” وليست مجرد إشكال وهمي، مبرزا أن الحكومة ملزمة بتطوير سياسات تمنع المهاجرين من الإقبال على “رحلات الموت” التي تنتهي غالبا بهم تحت رحمة شبكات الاتجار في البشر.
وأشار غالفان إلى التعاون بين إسبانيا ودول مثل المغرب ومالي والسنغال وموريتانيا، مضيفا أن هناك مجموعة من الاتفاقيات المبرمة مع هاته الدول، والتي يمكن للحكومة الإسبانية بموجبها إعادة المهاجرين غير النظاميين، مستشهدا بتصريح سابق لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، الذي أبدى فيه استعداد المغرب لاستقبال المهاجرين القاصرين المغاربة، مؤكدا أن القوانين الإسبانية والأوروبية هي من تعيق عمليات الترحيل.
ومن جانبه، عارض النائب البرلماني “راؤول أكوستا” مقترح الترحيل الجماعي للمهاجرين، معتبرا أن الاتحاد الأوروبي قد نجح بالفعل في الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان، موجها انتقاده لتصريحات حزب “فوكس” واصفا إياها بأنها تتعارض مع القيم الأوروبية.
وأثار المقترح أيضا انتقادات واسعة من قبل نواب الأحزاب الأخرى، الذين اعتبروا أن سياسات حزب “فوكس” تسعى فقط لاستغلال قضية الهجرة ومعاناة المهاجرين من أجل استقطاب أصوات الناخبين.
تعليقات( 0 )