كشفت وسائل إعلام ألمانية، أن برلين، تدرس خطط إقامة نصب تذكاري في المدينة، من أجل الاحتفاء بالمهاجرين والاعتراف بالإنجازات التي حققوها في كل من برلين الشرقية أو الغربية، وفي بناء دولة ألمانيا بصفة عامة، وذلك عقب مرور 34 سنة من توحيد الألمانيتين.
وذكرت صحيفة “دوتشيه فيليه” في تقرير لها حول الموضوع، أن هذه الخطوة تأتي للاحتفاء بالمهاجرين الذين كانوا متمركزين بشكل كبير في حي “كرويتسبرغ” في مدينة برلين، الذي ليس غريبا أن تسمع فيه الآن لغات المهاجرين المحلية إلى جانب الألمانية.
وتابعت الصحيفة، أن هذه الخطة الجديدة كانت قد اقترحها الحزب الاشتراكي الألماني، من أجل تكريم المهاجرين من “العمال الضيوف” من الجيل الأول، وكذا “العمال المتعاقدين” في برلين الشرقية، لاسيما وأن نسبة 25٪ من سكان ألمانيا ينحدرون من أصول مهاجرة، وفق بيانات المكتب الإتحادي الإحصاء.
وأوضح المصدر ذاته أن فكرة المشروع كانت قد اقترحتها النائبة البرلمانية عن الحزب الاشتراكي سيفيم آيدن، في برلين، التي تنحدر من عائلة مهاجرة، إذ كان والداها من الجيل الأول من “العمال الضيوف”.
وأكدت آيدن في تصريح لموقع “دوتشيه فيليه” أن هذا الاقتراح جاء للقضاء على الصورة النمطية للمهاجرين والعبارات المسيئة التي تستخدم في وصفهم، حيث قالت: “يتم دائما تصوير المهاجرين بعبارات سلبية، أعتقد أن الوقت قد حان لإظهار الأشياء الإيجابية، ولا سيما تلك المرتبطة بالجيل الأول”.
وتابعت آيدن قائلة: “لقد وصل الكثيرون إلى هنا، وهم لا يعلمون شيئا من اللغة الألمانية، لكنهم اشتغلوا وأسسوا عائلات وحافظوا على استمرار هذا البلد”.
وشددت على أنها ترمي، من خلال هذه المبادرة، إلى إسماع صوت هذه الفئة التي كان لها الفضل الكبير في بناء ألمانيا، قائلة “أريد أن يُسمع صوت هؤلاء الناس”، خاصة وأن مساهمة المهاجرين في تأسيس هذا البلد “لم يتم الاعتراف بها”.
وعبرت آيدن عن أملها بأن يجري تنفيذ خطة بناء هذه النصب التذكاري في حياة “العمال الضيوف” حتى يتمكنوا من رؤيتها، ويدركوا أن مجهوداتهم في هذا البلد لم تذهب سدى، لافتة إلى أن الهدف لا يقتصر أبدا على بناء هذه التماثيل فحسب، بل يهدف أيضا إلى “توثيق تاريخ هجرة العمالة وتجربة المهاجرين في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية في غرب برلين وشرقها”.
وتجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تتوفر على أزيد من مليون نصب تذكاري، لكن أغلبها لا يعكس تاريخ الهجرة في هذا البلد، لكن مدينة فرانكفورت كانت قد اقترحت في سنة 2004 أن يتم إحياء ذكرى “العمال الضيوف”، لكنه لم يتوصل إلى أي نتيجة ملموسة على أرض الواقع.
تعليقات( 0 )