منيت حكومة إيمانويل ماكرون بهزيمة ذريعة، سببت لها أزمة كبيرة وسط المجتمع الفرنسي، عقب رفض تحالف الأصوات اليسارية من حزب الجمهوريين واليمين من حزب التجمع الوطني، لمشروع قانون الهجرة الهادف إلى طرد الأجانب الذين “يهددون الأمن القومي”.
وتفاعل النواب الفرنسيون مع مشروع قانون الهجرة، حيث صوت نواب من اليمين واليسار والأحزاب المعتدلة، يوم أمس الاثنين، على رفضه في جلسة عامة بالجمعية الوطنية، بأغلبية 270 صوتا مقابل 265 صوت.
واعتبر حزب اليسار أن نصوص هذا القانون “قمعية جدا” في حق المهاجرين، فيما رأى اليمين أنها “غير صارمة” بما فيه الكفاية.
وعقب فشله في تمرير قانون الهجرة الجديد، بالرغم من الحجج التي قدمها، قرر وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، تقديم استقالته، التي رفضها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
وزعمت الحكومة أن مشروع هذا القانون، سيساعد فرنسا على فرض مزيد من السيطرة في القضايا المتعلقة بالهجرة، والتحكم في تدفق المهاجرين، وتحسين دمجهم داخل المجتمع الفرنسي، وكان من المفترض أن يسهل المشروع على الحكومة طرد المهاجرين الذين أصدر في حقهم حكم بالسجن لمدة خمس سنوات أو أكثر، كما يصعب على المهاجرين عملية جلب أفراد عائلتهم إلى فرنسا.
وعلى الرغم من ذلك، يعد مشروع هذا القانون أكثر تساهلا بكثير من مشروع قانون آخر، كان قد اقترحه مجلس الشيوخ، الذي يهيمن عليه اليمين، حيث كان سيخفض من نسبة استفادة المهاجرين من الرعاية الصحية والإعانات الحكومية الموجهة لهذه الفئة.
وقبل التصويت، قال دارمانان في تدوينة على منصة “إكس”، إنه في حال الموافقة على المشروع، سيتيح للحكومة ترحيل “أفراد أجانب خطيرين جداً”، بما في ذلك تجار المخدرات، ومنيت جهوده لإقناع نواب المعارضة بدعم مشروع قانونه بالفشل، حين صوتت التيارات المتفرقة لصالح اقتراح رفض المشروع.
وقبل بدء عملية التصويت، قال آرثر ديلابورت، نائب في حزب الاشتراكيين، أن حزبه سيصوت ضد المشروع لأنه “ظالم وفاضح وفيه تهديد للحرية”.
من جانبها، أعلنت ماري لوبان، بعد الجلسة، أنها ستقترح ابتداء من الغد “قانونا جديدا للهجرة”، مضيفة بقولها: “لا يساورني الشك في أنه سيكون متحيزا للحزبية وأنه سيُقبل بارتياح في الانتخابات الرئاسية ذات الأغلبية لتعديل بعض المواد وتسهيل طرد المجرمين الأجانب”.
وبررت المتحدثة ذاتها قرار رفضها، قائلة إنه “يحمي الفرنسيين من تدفق إضافي للهجرة”.
بدوره، كتب جان لوك ميلنشون، زعيم حزب “فرنسا الأبية” في أقصى اليسار، على منصة “إكس” عقب التصويت على قانون الهجرة، قائلا: “يبدو وكأنها نهاية الطريق لقانونه وله”، في إشارة (إلى دارمانان).
وتجدر الإشارة إلى أن حزب إيمانويل ماكرون، قد فقد أغلبيته في البرلمان في انتخابات يونيو 2022. ومنذ ذلك الحين، وجدت الحكومة نفسها غالباً غير قادرة على الفوز في التصويت في البرلمان.
تعليقات( 0 )