كشفت وسائل إعلام إيطالية أنه في الوقت الذي اكتسح فيه اليمين المتطرف بإيطاليا نتائج الانتخابات الأوروبية، تسلل بصيص أمل يمكن أن ينور عتمة اليمين وإيديولوجيته المناهضة للهجرة والمهاجرين، بعد فوز ناشطين في حقوق المهاجرين بمقعدين في البرلمان الأوروبي.
وأوضحت تقارير إعلامية إيطالية أن الأمر يتعلق بعضوية البرلمان الأوروبي في بلديهما، ويتعلق الأمر بكل من دومينيكو لوكانو عمدة بلدية رياتشي الإيطالية، وكارولا راكيته، قبطانة سفينة “سي ووتش 3” الألمانية، وذلك على الرغم من هيمنة ممثلي اليمين المتطرف على برلمان الاتحاد.
ويعتبر دومينيكو لوكانو، المعروف باسم “ميمو”، الذي يمثل تحالف حزب الخضر واليسار، نموذجا للرجل الذي ما فتئ يحرص على استقبال المهاجرين وضمان اندماجهم في المجتمع الإيطالي، حيث أنه كان العمدة السابق لقرية رياتشي المهجورة، من 2004 إلى 2018، وعمل على تطويرها ووضع برامج لتدريب المهاجرين مهنيا، حيث فتح باب القرية أمام المهاجرين وأنشأ ورشات عمل في مجموعة من الحرف التقليدية التي كانت تضم مهاجرين وإيطاليين تحت سقف واحد.
وذكرت مواقع مختلفة أن رياتشي كان يشتبه في تقديمه المساعدة للنساء المهاجرات اللواتي كانت ترفض طلبات لجوئهن، حيث كان يساعدهن في إجراءات الزواج الأبيض لضمان بقائهن في إيطاليا.
وتفاعل رياتشي، في تصريحات قدمها للصحافة الإيطالية، مع إعادة انتخابه رئيسا لبلدية رياتشي وانتخابه كنائب أوروبي، حيث قال “انتخابي بعث من جديد بالنسبة لي، فهذه رابع مرة أُنتخب فيها لرئاسة البلدية، وهي فرصة جميلة تأتي في وقتها المناسب، فهي بمثابة انتصار بعد مضي تاريخ من المعاناة والمقاومة”.
أما الناشطة كارولا راكيته، التي تعد رمزا قويا من رموز مساعدة المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، والمعروفة بمواقفها والتزامها الكبير تجاه المهاجرين، قد تمكنت من أن تحجز لنفسها مقعدا كوجه جديد في البرلمان الأوروبي، ممثلة بذلك حزب اليسار “دي لينكه”، و بصيص أمل للمهاجرين حيث يتوقع الكثيرون منهم تشديد سياسات الهجرة وتعقيد شروط الإقامة بسبب سيطرة اليمبن.
وكانت الشابة كارولا البالغة من العمر 36 سنة، قد أصبحت في سنة 2019 بطلة في عيون المهاجرين والمواطنين الإيطاليين، ففي يونيو من نفس السنة، كانت سفينة “سي ووتش” التي تشغل منصب قبطانتها، تحمل 42 مهاجرا أنقذتهم من حادث غرق في السواحل الليبية، واستمرت في الدفاع عنهم بعد رفض وزير الداخلية آنذاك ماتيو سالفيني، السماح للسفينة بالرسو في ميناء لامبيدوزا الإيطالي، بسبب سياسة إغلاق الموانئ في وجه المهاجرين غير الشرعيين.
وتجدر الإشارة إلى أن الحزب اليميني المتطرف الإيطالي “إخوة إيطاليا“، بقيادة جورجيا ميلوني، قد حصل في هذه الانتخابات الأوروبية على نسبة 27% من الأصوات، فيما حصل حزب اليسار الديمقراطي على نسبة 23℅ محتلا بذلك المرتبة الثانية،فيما ظفرت حركة خمس نجوم الشعبوية، التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق جوزيبي كونتي، على نسبة 11% من الأصوات.
تعليقات( 0 )