أعلنت جمعية محاربة الإسلاموفوبيا في هولندا عزمها يوم الاثنين المقبل، تقديم بيان استنكاري إلى البرلمان الهولندي، من أجل الاحتجاج على التمييز والعنصرية الممارسة ضد المسلمين، وخاصة بعد أحداث أمستردام وما رافقها من خطاب سياسي وإعلامي استهدف المسلمين والجاليات المهاجرة ومنها المغربية في هولندا.
وأوضحت صحيفة “Volkskrant” الهولندية في حوار أجرته مع رئيس جمعية مناهضة الإسلاموفوبيا، عبدو منبهي، أن اعتزام جمعيته تقديم البيان الاستنكاري إلى البرلمان الهولندي، تعد خطوة “ضرورية في ظل الخطاب السياسي الذي يتزايد عدائية أكثر فأكثر اتجاه المسلمين”.
وواصل المصدر ذاته أن هذه الجمعية، التي تأسست في سنة 2013، والتي تضم عددا من المنظمات “العلمانية” و”الدينية”، والتي تعمل على مكافحة التمييز والعنصرية ضد المسلمين، لم تكن تخطط لتقديم بيانها الاستنكاري في هذا الوقت، لكن الأحداث الأخيرة التي شهدتها أمستردام والخطاب السياسي والإعلامي المرافق لها دفعاها إلى اتخاذ هذا القرار.
وفي هذا الصدد، أبرز عبدو منبهي في الحوار قائلا، “نحن في لحظة تتطلب منا اتخاذ موقف واضح، لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي بينما يتم التعامل مع المسلمين على أنهم ‘الآخر’ أو حتى ‘طابور خامس’ “.
وأشارت الصحيفة إلى أن البيان، الذي وقعت عليه أكثر من 400 منظمة، يسلط الضوء على مظاهر الإسلاموفوبيا في هولندا، بما في ذلك التصريحات المثيرة للجدل لبعض الساسة، مثل خيرت السياسي اليميني فيلدرز وبعض أعضاء الحكومة، كما يقدم توصيات لمعالجة هذه الظاهرة.
ولفت المصدر ذاته إلى أن النص الأساسي للبيان كان قد تم إعداده في شتنبر الماضي، لكن الأحداث العنيفة التي وقعت في أمستردام قبل شهر دفعت الجمعية إلى تحديث الوثيقة وإضافة ملاحظات جديدة، حيث أكد منبهي على أن ردود فعل السياسيين ووسائل الإعلام على تلك الأحداث كانت مليئة بالصور النمطية السلبية عن المسلمين، ما أبرز الحاجة إلى تسليط الضوء على هذه القضية.
وأردف منبهي أن هدف الجمعية من تقديم البيان ليس إثارة الجدل، بل إطلاق حملة إيجابية من شأنها أن تعزز التعاون بين الأطراف المختلفة في مكافحة التمييز. قائلا: “يجب أن تكون مكافحة العنصرية والإسلاموفوبيا معركة مشتركة بين الجميع، لكن للأسف نرى ازدواجية في المعايير لدى بعض الأحزاب السياسية”.
وخلصت الصحيفة إلى الإشارة إلى أنه من المقرر أن يتوجه وفد من الجمعية إلى لاهاي لتقديم البيان بشكل رسمي إلى أعضاء البرلمان، في خطوة يأمل منبهي أن تُحدث تغييرا في طريقة تعامل السياسيين الهولنديين مع قضايا المسلمين ومكافحة العنصرية بشكل عام.