ثمّنت الولايات المتحدة الأمريكية في الأيام الأخيرة، الدور الحيوي الذي يضطلع به الملك محمد السادس في تعزيز السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في بلاغ صدر عقب المباحثات التي جرت بواشنطن، بين وزير الخارجية، ناصر بوريطة، ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي أشار أيضا إلى أن هذا الدور المغربي الرائد يتجسد “في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في غزة، ودعم إرساء الاستقرار في الضفة الغربية والمساهمة في إحياء دور السلطة الفلسطينية.”
وفي هذا السياق، أكد المحلل والخبير السياسي إسماعيل حمودي في تصريح لجريدة “سفيركم” الإلكترونية أن دور المغرب ينحصر الآن في تعامل مع تداعيات النزاعات في المنطقة من خلال تركيزه على تعزيز صمود الفلسطينيين في القدس في مواجهة سياسات الاحتلال، ودعمه لمؤسسات السلطة الفلسطينية لضمان بقائها واستمراريتها.
وأوضح حمودي أنه قد سبق للملك محمد السادس أن وضع الرؤية المغربية لحل الأزمة في خطاب العرش الأخير، وهي رؤية ترتكز على استراتيجية السلام وإبعاد المتطرفين من أي جهة كانت. مضيفا:”إلا أن تفاقم الأوضاع وتصاعد العدوان الإسرائيلي في غزة، الضفة الغربية، وجنوب لبنان، بالإضافة إلى استمرار الدعم الأمريكي والغربي، يُضعف من فعالية دور الوسطاء، بما في ذلك المغرب.”
وأفاد حمودي أن المغرب عمل على ثلاث مستويات لتعزيز الأمن والسلام الإقليمي. أولا، الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في غزة والقدس، من خلال إرسال مساعدات إنسانية عبر معبر رفح المصري أو عبر طرق غير مسبوقة بالتنسيق مع إسرائيل. ثانيا، دعم مبادرات الوساطة الجارية بين قطر، مصر، والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار استنادا إلى قرارات مجلس الأمن. ثالثا، يقترح المغرب الانتقال من إدارة الأزمة إلى البحث عن حل جذري للنزاع، من خلال فتح أفق سياسي يسمح باستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس مبدأ حل الدولتين ضمن حدود 1967، مع الحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، قطاع غزة، والقدس، وفق المرجعيات الأممية والعربية للسلام.
وأشار المتحدث ذاته إلى الشراكة الاستراتيجية المتينة بين المغرب وأمريكا، قائلاً: “ولكن أظن أن الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل يشكل عقبة أمام أي دولة عربية، بما في ذلك المغرب، للقيام بدور فعال في تسوية النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، والعربي-الإسرائيلي…بعبارة أخرى، يمكن لأمريكا أن تعزز من دور المغرب في تسوية النزاع فقط إذا حرصت على أن تكون وسيطا نزيها في علاقتها بالطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.”
وأعرب الخبير السياسي أن تصريح بلينكن يؤكد على الشراكة المغربية الأمريكية، والدعم الأمريكي للدور الإقليمي للمغرب سواء في الشرق الأوسط، شمال إفريقيا، أو منطقة الساحل والصحراء. مضيفا:” جدد التصريح دعم الولايات المتحدة لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها حلاً واقعيا، ذا مصداقية وقابلا للتطبيق. و بذلك أكد على التحالف بين الطرفين، وأشار ضمنا إلى رغبة الجانبين في تجديد وتعميق التعاون بينهما، خصوصاً وأن اتفاقيات مثل اتفاقية التبادل الحر قد مر عليها نحو 20 عاماً، وربما تستدعي إعادة مراجعتها.”
تعليقات( 0 )