استقبل الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الجمعة، وفدا من جبهة البوليساريو حل بنواكشوط حاملا رسالة من زعيم الجبهة الانفصالية، إبراهيم غالي، تزامنا مع تطورات إقليمية، تتجلى في نشر موريتانيا لجنودها في المناطق الشمالية مع الجزائر وإغلاقها لعدد من المنافذ التي كانت تستغلها مليشيات البوليساريو للوصول إلى الجدار الأمني المغربي.
ووفقا لما ذكرته الصحافة الموريتانية، فإن الرئيس ولد الغزواني، استقبل وفد البوليساريو بحضور طاقم أمني يضم أجهزة الأمن والمخابرات والعسكر، مما يوحي بأن اللقاء كان يتعلق بقضايا أمنية، وبالخصوص تأمين الحدود الموريتانية من اختراقات البوليساريو.
كما يُتوقع أن يكون وفد البوليساريو قد حل بنواكشوط، في محاولة لتذويب الخلاف بين مع موريتانيا، خاصة أن التحركات العسكرية الموريتانية على الحدود مع الجزائر في الأيام الأخيرة، بدت وكأنها جاءت كرد فعل على استغلال البوليساريو لضعف المراقبة الأمنية في المنطقة، من أجل التسلل إلى الصحراء المغربية والقيام بمحاولات استهداف للجيش المغربي خلف الجدار الرملي.
ولا يستبعد العديد من المهتمين بقضية الصحراء، أن التحرك الموريتاني لتأمين الحدود الشمالية، يأتي في إطار المنحى الجديد لنواكشوط في تفاعلها مع ملف الصحراء، حيث باتت تميل إلى نسج علاقات قوية مع المغرب، مما جعل الواقع الجديد يفرض عليها اتخاذ تدابير لتأمين حدودها بإيعاز من الرباط، من أجل تضييق الخناق على جبهة البوليساريو.
ولا يُعرف إلى حدود الساعة ما ستُسفر عنه بعثة البوليساريو إلى موريتانيا، إلا أنه يُستبعد أن يؤدي ذلك إلى دفع موريتانيا للتراجع عن التدابير الأمنية والعسكرية التي اتخذتها لتأمين حدودها، وإيقاف “التسيب” الذي كانت تعرفه المنطقة منذ عقود.
ويُرتقب أن يكون لهذا الموقف الموريتاني تداعيات سلبية كبيرة على جبهة البوليساريو، حيث سيؤدي إلى تضييق الخناق عليها، ولن يكون بمقدور مليشياتها التسلل إلى الصحراء سوى من الحدود الجزائرية، وهو ما سيجعلها مكشوفة للمسيرات المغربية وطلعات مقاتلات F16 التي يستخدمها الجيش المغربي بين حين وآخر لاستطلاع المنطقة.
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه ملف الصحراء زخما إيجابيا يخدم مصالح المغرب، حيث تمكن من تحقيق اختراقات دبلوماسية هامة في العديد من الدول، آخرها كانت كينيا التي اعتبرت مقترح الحكم الذاتي المقاربة المستديمة الوحيدة لحل نزاع الصحراء.