انتشر على منصة “تيك توك” مقطع فيديو لامرأة توصي بشرب الماء الساخن مع الليمون يوميا، مشيرة إلى فوائده في حرق السعرات الحرارية، وترطيب الجسم، وإزالة السموم، وتعزيز جهاز المناعة، وتحسين الهضم، وتقليل الانتفاخ، ومنح البشرة نضارة، وزيادة الطاقة والتركيز.
غير أن تقريرا نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” استعرض آراء خبراء التغذية حول هذه الادعاءات، مشيرًا إلى أن بعضها يفتقر إلى أدلة علمية كافية. وأوضحت الدكتورة إيميلي هو، أستاذة التغذية بجامعة ولاية أوريغون، أن الفائدة الأساسية لشرب الماء مع الليمون تكمن في الترطيب، وهو أمر ضروري للجسم، خاصة في الصباح بعد ساعات من الصيام أثناء النوم.
وأكدت الدكتورة جوان سالج بليك، أستاذة التغذية السريرية بجامعة بوسطن، أن أي مشروب مثل الماء العادي أو شاي الأعشاب أو حتى القهوة يحقق نفس فائدة الترطيب، ولا يوجد ما يميز الماء المضاف إليه الليمون في هذا الجانب.
وفيما يتعلق بتأثيره على الهضم، أشارت جودي سيمون، اختصاصية التغذية السريرية بجامعة واشنطن، إلى أن تناول السوائل عموما يساهم في تحسين عمل الجهاز الهضمي والحد من الإمساك. كما أظهرت دراسة أجريت في تركيا عام 2020 أن الأشخاص الذين يشربون أكثر من ثمانية أكواب من الماء يوميا تقل لديهم احتمالات الإصابة بالإمساك بنسبة 29% مقارنة بمن يستهلكون أقل من أربعة أكواب.
أما عن دوره في تعزيز المناعة، فذكر التقرير أن فيتامين سي الموجود في الليمون يعد عنصرًا مهمًا لدعم جهاز المناعة، لكن لا توجد أدلة علمية تؤكد أن تناول كميات إضافية منه عبر الماء الساخن مع الليمون يؤدي إلى تأثير ملموس في هذا الشأن.
وحول تأثيره على فقدان الوزن، أوضحت اختصاصية التغذية سيمون أن استبدال المشروبات ذات السعرات الحرارية العالية، مثل القهوة المحلاة، بالماء الساخن مع الليمون قد يساعد بشكل غير مباشر في تقليل استهلاك السعرات، لكنه لا يمتلك خصائص محددة تؤثر على عمليات الأيض أو حرق الدهون.
وبالرغم من أن شرب الماء الساخن مع الليمون قد يكون منعشا ومفيدا، إلا أن الخبراء يؤكدون أن الفوائد التي يتم الترويج لها على وسائل التواصل الاجتماعي مبالغ فيها إلى حد كبير، وأن دوره الأساسي لا يتجاوز كونه وسيلة جيدة للترطيب.
ويشير التقرير إلى أن اعتماد نظام غذائي متوازن، مع شرب كميات كافية من الماء، هو النهج الأكثر فعالية للحفاظ على الصحة، بدلًا من الاعتماد على وصفات رائجة قد لا تستند إلى أسس علمية متينة.