في ظل اقتراب عيد الأضحى، تتجه الحكومة المغربية إلى استيراد 100 ألف رأس من الخرفان الأسترالية، في خطوة تهدف إلى سد النقص في السوق الوطنية وضبط الأسعار.
هذا القرار، الذي أكده الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، أمس الخميس خلال اللقاء الصحفي بعد مجلس الحكومة، يثير تساؤلات حول مدى تأثيره على القدرة الشرائية للمواطنين، وسط مخاوف من ارتفاع الأسعار رغم دعم الدولة للمستوردين.
وتُظهر البيانات الصادرة عن الشركات الأسترالية المتخصصة في تربية المواشي، مثل “إلدرز” و“إميلا”، أن سعر الكيلوغرام الواحد من الخروف الحي في أستراليا تراوح بين 2 إلى 3.32 دولار أسترالي خلال شهر يناير الماضي.
وبحساب قيمة الدولار الأسترالي التي تبلغ حوالي 6.32 دراهم مغربية، فإن سعر الخروف الذي يزن 50 كيلوغراما يصل إلى ما بين 632 درهما و1049 درهما، قبل إضافة تكاليف النقل والجمارك.
وبعد وصول الخرفان إلى المغرب، ومع احتساب كلفة النقل، يُتوقع أن يصل السعر إلى 1250 درهما للرأس الواحد، ومع الدعم الحكومي البالغ 500 درهم لكل رأس، فإن السعر النهائي للمستهلك قد لا يتجاوز حدود 750 درهما، مما يجعل الأضحية في المتناول نظريا.
ورغم هذه الحسابات، فإن التجارب السابقة تشير إلى أن الأسعار الفعلية قد تكون مغايرة تماما، فبمجرد وصول الأضاحي إلى السوق، يتحكم الوسطاء والمضاربون في تحديد الأسعار، مما قد يؤدي إلى ارتفاعها إلى ما فوق 4000 درهم للخروف الواحد، كما يخشى العديد من المواطنين.
وفي الوقت الذي يتوقع فيه أن يربح المستوردون 200 درهم على كل رأس، أي 600 مليون سنتيم على 30 ألف رأس، فإن الباعة في الأسواق قد يحققون أرباحا أكبر، حيث قد تصل أرباحهم إلى 400 درهم للرأس الواحد، مما يعني أن المواطن المغربي سيجد نفسه أمام أسعار تفوق بكثير تقديرات الحكومة.
وهذه السنة كالأخيريتين، من المقرر أن تدعم الحكومة مستوردي الأغنام بـ 500 درهم للرأس إضافة للإعفاء الجمركي، في عيد يشترى فيه المغاربة 41% من اللحوم التي يستهلكونها طوال العام.
وتسببت عوامل مثل نقص الحبوب وارتفاع تكاليف العلف فضلا عن النقص الحاد في الأمطار، في أن ينتج المغرب العام الماضي 400,000 رأس أقل مقارنة بالسنوات الماضية.
عوامل مع أخرى جعلت المغرب، حسب ما كشفته وكالة “إيفي” الإسبانية الرسمية، يونيو الماضي، المستورد الرئيس للأغنام من إسبانيا.
وأبرزت الوكالة الإسبانية، أن الاستيراد المغربي جاء في ظل ارتفاع عام للأسعار بسبب الجفاف، ما جعل اللحوم الإسبانية ذات تنافسية عالية، وتغلبت على تردد المغاربة الذين كانوا يشككون في جودتها، على حد تعبير الوكالة.
وأوضحت “إيفي” أن مربي الأغنام الإسبان، استبدلوا المغرب بالمملكة العربية السعودية كزبون رئيس لاستيراد الخرفان.