تعيش جبهة “البوليساريو” الانفصالية واحدة من أحلك فتراتها السياسية والدبلوماسية منذ تأسيسها قبل 51 سنة في ظل تراجع كبير لداعمي طرحها لمعالجة قضية الصحراء المغربية عبر “الاستفتاء”.
ويبدو أن زعماء وقياديي الحركة باتوا يلجأون فقط للغة التهديد والوعيد ضد خصومهم السياسيين وحلفائهم القدامى بسبب انسداد أفق أطروحتهم وتبني المجتمع الدولي والقوى العظمى أكثر فأكثر لاقتراح الحكم الذاتي المغربي.
ومع انسداد الأفق والتطاحنات الداخلية لقادة الجبهة الإنفصالية، استمر زعيم الجبهة في تبني لغة تهديدية ضد من كانوا في الأمس القريب حلفاء بل وما يزالون يحتضنون آلاف الداعمين لجبهة البوليساريو ويتخذون من أراضيها منبرا لمهاجمة كل ما هو مغربي.
وهاجم إبراهيم غالي حكومة إسبانيا المركزية بقيادة رئيسها بيدرو سانشيز، قائلا “إن جبهته لن تستأنف العلاقات مع إسبانيا ما لم تتوقف الحكومة التي يقودها بيدرو سانشيز عن دعم المغرب فيما يتعلق بالصحراء وتعود للدفاع مرة أخرى عن قرارات الأمم المتحدة بشأن إجراء استفتاء لتقرير المصير، كما يطالب الشعب الصحراوي”، وفق تعبيره.
وخلال مهرجان خطابي أقامته “البوليساريو” قال غالي إنه جمد العلاقات رغم استمرارها مع منظمات المجتمع المدني المدافعة عن “حقوق الشعب الصحراوي”.
وأشار غالي إلى أن “الصحراويين لا يزالون يحاولون معرفة سبب تغيير موقف إسبانيا بشأن الصحراء عندما دعمت مقترحها لأكثر من 40 عامًا” ملمحا بكون “السبب قد يكون مرتبطًا مباشرة ببيدرو سانشيز وزوجته بيغونا غوميز”.
وأضاف غالي قائلا “الإسبان لا يزالون يحاولون اكتشاف سبب تغيير هذه الحكومة لرأيها ..يتحدثون عن بيغاسوس.. عن السيدة الأولى.. لا يعرفون ما السبب”.
وبخلاف ما صرح به زعيم “البوليساريو”، فإن الحكومة الإسبانية بقيادة سانشيز، سبق أن أعلنت بأن خطوة دعمها لمقترح الحكم الذاتي لإنهاء النزاع في الصحراء، يعود لرغبتها في اعطاء دفعة لإنهاء هذا الصراع وإيقاف حالة الجمود السلمية، معتبرة أن الحكم الذاتي المغربي هو “حل واقعي وذو مصداقية”.