بعد تصريحات بوريطة حول الهجرة.. حزب فوكس “ينفث سمومه” في المغرب من جديد

عاد حزب “فوكس” الإسباني اليميني المتطرف من جديد إلى “نفث سمومه” في وجه المملكة، بعد تصريحات ناصر بوريطة؛ وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، المتعلقة بالهجرة، متهما إياه بـ”الكذب والتحريض على اله‍جرة غير الشرعية”.

وكشفت وسائل إعلام إسبانية أن التصريحات الجديدة التي أدلى بها خوان سيرجيو ريدوندو، المتحدث باسم حزب “فوكس” الإسباني، كانت مشحونة بـ”التكذيب والتشكيك في مصداقية المغرب وفي المجهودات التي يبذلها البلدين في قضية الهجرة”.

وتأتي تصريحات ريدوندو مباشرة بعد إعلان الحكومة المغربية على لسان بوريطة، خلال المؤتمر الصحفي المنعقد بالرباط، على هامش اجتماع وزير الخارجية المغربية برئيس الحكومة الإقليمية لجزر الكناري، فيرناندو كلافيخو، عن استعداد المغرب لاستقبال مواطنيه من المهاجرين غير النظاميين، سواء تعلق الأمر بالراشدين أو القاصرين، مؤكدا أن المشكلة الحقيقية تكمن في تعقيد القوانين والمساطر المفروضة من قبل الدول الأوروبية.

ولم يتوانى ريدوندو عن التفاعل مع تصريحات بوريطة بشكل يضرب في المجهودات المبذولة من قبل البلدين في ملف الهجرة، حيث قال: “إن المغرب يكذب عندما يدّعي استعداده لاستقبال القاصرين المغاربة”، مضيفا أن القوانين أو المساطر الأوروبية ليست هي السبب وراء عدم ترحيل المهاجرين القاصرين، متهما حكومتي البلدين بكونهما غير مهتمتين بالأمر، قائلا: “إن ترحيل القاصرين المغاربة ممكن، لكن الحكومة المغربية والإسبانية لا تبديان اهتماما بذلك”.

وذكر المتحدث باسم الحزب في سبتة المحتلة، أن هناك مجموعة من الاتفاقيات الثنائية بين إسبانيا والمغرب، التي تنظم عمليات الترحيل، زاعما أن “المغرب يحرض وإسبانيا تتورط”، معتبرا أن المصالح المشتركة بين الطرفين هي ما يمنع من تنفيذ هذه الاتفاقيات، معتبرا أن “المغرب يستغل الفرص لإذلال إسبانيا”.

ولم يقف ريدوندو عند هذا الحد فقط، بل واصل تصعيد خطابه العدائي ضد المغرب، حيث أبدى استنكاره من استمرار إغلاق المعابر التجارية رغم مرور عامين من الإعلان عن افتتاحها، قائلا: “المغرب لن يقبل أبدا بفتح الجمارك التجارية، لأنه يعتبر ذلك اعترافا ضمنيا بسيادة إسبانيا على المدينة المحتلة”.

ويدعي ريدوندو أن المغرب “لن يقبل بعودة المهاجرين غير النظاميين”، مفسرا ذلك بأن المملكة تستعمل ورقة الهجرة كأداة للضغط على إسبانيا من أجل تحقيق مصالحها الخاصة، حيث قال: “المغرب هو من يشجعهم على الهجرة غير الشرعية” مضيفا أنه “غير مهتم” بتولي مسؤولية مواطنيه الذين يعبرون “الحدود”.

وتعكس تصريحات حزب فوكس اليميني المتطرف، استمرار الحزب في كن الحقد للمغرب، حيث أنه لا يفوت أي فرصة لمهاجمة المملكة وإشعال فتيل الفتنة والتوتر بين البلدين، خاصة وأن العلاقات المغربية الإسبانية قائمة على الصداقة والتعاون في مجالات مختلفة، ولا سيما في الشق المتعلق بالهجرة.

وكان المغرب قد لقي إشادة واسعة على الجانب الإسباني سواء من قبل الحكومة ووسائل الإعلام أو المجتمع المدني، الذين نوهوا بالمجهودات الجبارة التي بذلتها السلطات المغربية في مكافحة الهجرة غير النظامية يوم الـ15 شتنبر الماضي، والتي حالت دون اقتحام أعداد كبيرة من المهاجرين للسياج الحدودي.

وتجدر الإشارة إلى أن مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، كان قد أكد في السابق، بأنه جرى تقديم ما مجموعه 152 شخصا أمام أنظار العدالة، بتهمة التحريض على الهجرة غير النظامية نحو مدينة سبتة، لافتا إلى أنه جرى تحريض الشبان والقاصرين من قبل جهات “غير معروفة” تستغل وسائل التواصل الاجتماعي في استهداف الشباب المغاربة.

وجدير بالذكر أيضا أن الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية المغربية، كانت قد كشفت أنها قامت خلال شهر غشت الماضي، بإحباط ما مجموعه 11.323 محاولة للهجرة غير النظاميين على مستوى عمالة المضيق الفنيدق، إلى جانب 3325 محاولة أخرى على صعيد إقليم الناظور، مبرزة أنها نجحت كذلك منذ بداية السنة الجارية في تفكيك حوالي 177 شبكة إجرامية تشتغل في الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين.

تعليقات( 0 )