قرر مجلس الرقابة لمجموعة اتصالات المغرب تعيين محمد بنشعبون رئيسا لمجلس الإدارة الجماعية للمجموعة لمدة عامين، وذلك اعتبارا من فاتح مارس 2025 وحتى فاتح مارس 2027، خلفا لعبد السلام أحيزون.
وأكد مجلس الرقابة في بلاغ توصلت “سفيركم” بنسخة منه اليوم الثلاثاء، أن هذا التعيين يأتي في إطار التطوير الاستراتيجي لأنشطة المجموعة، معربا عن امتنانه لعبد السلام أحيزون على مساهماته البارزة في نمو المجموعة على مدى 27 عاما، وخاصة في التوسع الإفريقي لاتصالات المغرب.
كما قرر مجلس الرقابة تجديد ولاية أعضاء مجلس الإدارة الجماعية، وهم: إبراهيم بوداود، حسن رشاد، فرانسوا فيت، وعبد القادر معمر، لمدة عامين إضافيين، أي حتى فاتح مارس 2027.
وهنّأ مجلس الرقابة محمد بنشعبون على تعيينه، متمنيا له التوفيق في مهامه الجديدة على رأس المجموعة.
هذا وكان متوقعا أن يغادر أحيزون رئاسة اتصالات المغرب، حيث كان يواجه وضعا صعبا بسببب الانتقادات التي كانت تطال طريقة تسييره وتدبيره التي أدت في السنوات الأخيرة إلى تكبيد الشركة خسائر مالية كبيرة نتيجة مخالفات تتعلق بـ”المنافسة”.
وحسب ما أوردته مصادر مطلعة لـ”سفيركم” في وقت سابق، فإن كل المؤشرات كانت تشير بقوة إلى رحيل أحيزون عن منصب رئيس شركة اتصالات المغرب، في مارس، تزامنا مع انتهاء ولايته في هذا المنصب بعد إعادة انتخابه في فبراير 2023 لسنتين.
ووفقا للمصادر نفسها، فإن المساهمين في شركة اتصالات المغرب، وبالأخص مجموعة “إي آند غروب” الإماراتية التي تمتلك أعلى حصة بنسبة تصل إلى 53 بالمائة، كان يسود داخلها نوع من عدم الرضا على أداء أحيزون، ولاسيما في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن أحيزون لم يتم استقباله من طرف المسؤولين الإماراتيين خلال إحدى زيارته الأخيرة إلى الإمارات.
وأشارت المصادر المطلعة إلى أن النجاحات الهامة التي حققتها شركة “إتصالات المغرب” في العقدين الماضيين منذ تولي أحيزون رئاسة الشركة في 2006، هي التي تشفع لهذا الرجل اليوم أمام قرار الإقالة بسبب اخفاقاته في السنوات الأخيرة، وبالتالي تم انتظار أن تنتهي ولايته في مارس.
**خسائر ضخمة وأخطاء متكررة
في الوقت الذي كانت شركة إتصالات المغرب تُحقق أرباحا ضخما في العقدين الماضيين، فإن السنوات الأخيرة واجهت الشركة العديد من الاخفاقات نتيجة للمخالفات التي ارتكبتها في مجال المنافسة مع شركات اتصالات أخرى، وعلى رأسها شركة “وانا” المالكة للعلامة التجارية “إنوي”.
ويُشار في هذا السياق إلى أن محكمة الاستئناف التجارية بالدار البيضاء، فرضت في الصيف الماضي، غرامة مالية ضخمة على شركة اتصالات المغرب، تصل قيمتها إلى 6.4 مليارات درهم، وذلك بسبب ممارساتها المنافية للمنافسة، وقد كان الحكم لصالح شركة “وانا”.
وتُعتبر هذه الغرامة قياسية جدا بالنسبة لشركة اتصالات المغرب، ولم يسبق أن واجهت غرامة مماثلة، وقد أشارت مصادر متخصصة في الحسابات المالية، أن هذه الغرامة تمثل 17 بالمائة من رقم معاملات الشركة لعام 2023، وتتجاوز أرباحها المسجلة في نفس السنة التي بلغت 6.1 مليار درهم.
المثير في الأمر، أن اتصالات المغرب سبق أن غُرّمت لصالح “وانا” أيضا بمبلغ مالي قدره 3.3 مليارات دولار لنفس السبب، أي مخالفة قوانين المنافسة، وكانت الغرامة من طرف الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، ما يعني أن الحكم الصادر على “إتصالات المغرب” في الصيف الماضي، وهو خطأ مُكرر.
وكشفت مجموعة “إي آند غروب” الإماراتية في بلاغ لها عقب حكم محكمة الدار البيضاء الأخير، أن مجموع المبالغ المالية التي خسرتها اتصالات المغرب بسبب هذه الأحكام في السنوات الأخيرة تجاوزت 12 مليار درهم، وهو ما مبلغ مالي ضخم يتحمل تبعاته رئيس شركة “إتصالات المغرب”، عبد السلام أحيزون، بسبب الأخطاء المتكررة في مجال التسيير.
وأضافت المصادر نفسها، أن مراكمة أحيزون للخسائر المالية الضخمة لشركة اتصالات المغرب، واخفاقه على رأس الجامعة الملكية لألعاب القوى، قربته أكثر للرحيل عن رئاسة شركة “اتصالات المغرب” في مارس.