يُرتقب أن يعرف البرلمان المغربي، افتتاح سنته التشريعية يوم غد الجمعة، وهي الجمعة الثانية من الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر كما جرت العادة، وبعودة الدخول البرلماني يعود إلى الواجهة موضوع المتابعات القضائية في حق مجموعة من النواب البرلمانين وسؤال تخليق الحياة السياسية.
في هذا الإطار قالت الخبيرة في القانون الدستوري ومديرة مشاريع بجمعية سمسم-مشاركة مواطنة- مريم بليل في تصريح لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، إنه وحسب المبادئ الأساسية للقانون:”المتهم بريء حتى تتبث إدانته”، مستطردة، بأن موضوع المتابعات القضائية في صفوف النواب البرلمانيين يشكل مصدرا للإحراج السياسي عند بعض المتابَعين وأحزابهم لكن لا يمكن أن نجعله الأمر قاعدة عامة”.
وتابعت الخبيرة في القانون الدستوري أن “بعض الأحزاب صارت تتجنب إعطاء بعض المسؤوليات من قبيل رئاسة الفريق أو اللجنة أو حتى المسؤوليات على مستوى مكتب النواب أو المستشارين للمعنيين بقضايا رائجة أمام القضاء”، مذكرة بأنه لا يوجد ما يمنع حضورهم للجلسات العمومية ما داموا لم يجردو فعليا من مهامهم.
وارتباطا بالموضوع ذاته، أوضح عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية والنائب البرلماني السابق جمال بنقشرون كريمي أن هذه المتابعات مرفوضة تماما، وتسيئ كثيرا لصورة المنتخب الذي يشرع القوانين ويراقب عمل الحكومة ويلعب أدوارا مهمة في الديبلوماسية البرلمانية ويقيم السياسات العمومية كممثل للشعب”، واصفا الأمر ب”المخيف والمرعب”.
وأكد بنشقرون في تصريح لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، على ضرورة “تخليق الأدوار السياسية للمنتخبين، خاصة في خضم تطبيق دستور 2011 الذي نحى نحو تطبيق المحاسبة وربطها بالمسؤولية”، مذكرا بورش تخليق الحياة السياسية الذي دعا له جلالة الملك في رسالة إلى البرلمان في الذكرى الستين لتأسيس البرلمان المغربي.
ومن جهة أخرى، حذر عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية من تبخيس الفعل السياسي، معتبرا أن الأحزاب ليست وحدها من تتوفر على هذه الأمراض المجتمعية.
وأشار المتحدث ذاته في هذا السياق، إلى تقرير الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها الذي خرج برقم مرعب حول نسبة الفساد وتأثيره المالي، هذا الأمر الذي يستدعي حسب “بنشقرون”، التوجه ليس فقط نحو السياسيين من رؤساء الجماعات والنواب البرلمانيين لكن أيضا نحو مؤسسات أخرى.
ودعا النائب البرلماني السابق في حديثه لمنبر “سفيركم” الأحزاب السياسية إلى تحمل مسؤوليتها في الترشيح وإعطاء التزكيات على اعتبارها مربط الفرس لفرز طاقات واعدة قادرة على تحمل المسؤولية بتجرد ونكران ذات وبكل وفاء لهذا الوطن.
تعليقات( 0 )