قال وزير الثقافة محمد مهدي بنسعيد خلال جلسة الأسئلة الشفوية بالبرلمان اليوم الإثنين 9 دجنبر، إنه يجب التأكيد على أن المغاربة داخل وخارج أرض الوطن يدافعون يوميا على التراث كما يراسلون اليونسكو بشأن ما يقوم به البعض.
وأكد أمام نواب الأحزاب قائلا :”وهذه المعركة مشتركة بيننا وحتى وإن غادرنا الحكومة فإننا سنواصل صراعنا ضد من يسرق أو يحاول السطو على تراثنا”.
وأشار الوزير إلى أن حماية التراث الثقافي غير المادي باعتباره تراثا مشتركا لجميع المواطنات والمواطنين والدفاع عنه “يشكل أولوية لنا جميعا”.
وذكر برسالة الملك محمد السادس، الموجهة للمشاركين في أشغال الدورة 17 للجنة الحكومية لصون التراث غير المادي التابعة لليونسكو، حيث قال فيها “منذ دخول اتفاقية التراث العالمي غير المادي حيز التنفيذ أصبح هذا الهدف يشكل تحديا هاما في مجال العلاقات الدولية يستوجب التصدي لمحاولات الترامي غير المشروع على الموروث الثقافي والحضاري للدول الاخرى” انتهى كلام الملك.
وتابع بنسعيد أنه انطلاقا من الرؤية الملكية فإن الثقافة هي ذاكرة الشعب والوعي الجماعي للاستمرارية التاريخية وهي الطريق للتفكير والعيش.
وواصل المسؤول الحكومي أنه بناء على هذه الرؤيا “اشتغلنا منذ تنصيب هذه الحكومة على عدد من الإجراءات تهدف إلى حماية التراث الثقافي انطلاقا من مأسسة ‘لابيل ماروك’ وهو إطار قانون لحماية التراث المادي وغير المادي من الاستعمال غير المشروع”، إضافة إلى نقاش هام مع المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية في جنيف في أفق توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون المشترك بين المغرب والمنظمة في إطار جهود المغرب لحماية التراث الثقافي الدولي.
وأوضح أن المغرب لغاية اليوم سجل 13 عنصرا ثقافيا غير مادي آخرها الملحون، وسيكون القفطان عنصرا تراثيا مسجلا باليونيسكو خلال 2025.
وكشف الوزير أن المجلس الحكومي صادق على مشروع قانون 22.32 المتعلق بحماية التراث وذلك لتدعيم الجانب القانوني المتعلق بمساءلة التراث المغربي والذي سيكون جاهزا خلال الاسابيع المقبلة.
واسترسل بنسعيد في طرح الإجرءات التي تصب في نفس الموضوع على الوزارة اشتغلت كذلك على تعزيز الوعي الجماعي بالتراث وأهميته داخل المجتمع، من خلال إطلاق عدد من المبادرات والتعريف بالمواقع التاريخية وتنظيم عروض تراثية مثل نوستالجيا ونشر فيدوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تعرف بتراثنا الثقافي غير المادي وما تزخر به بلادنا.
ونبه إلى أن تميز المغرب بتراث غني ربما هو “ما دفع إلى محاولات فاشلة للسطو على تراثنا المغربي وآخرها كانت خلال لجنة اجتماع لجنة اليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي ببراغواي”.
وتابع أنه بفضل المسؤولية الجماعية للمغاربة والتنسيق المشترك بين وزارة الثقافة ووزارة الخارجية بالاضافة إلى المجتمع المدني “تم إفشال هذه المحاولة واعتمدت اللجنة ولأول مرة التحفظ الذي قدمته المملكة المغربية ضد إدخال صورة القفطان المغربي في ملف دولة أجنبية”.