قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في الكلمة الافتتاحية للحوار الليبي-الليبي، إن المغرب ينظر إلى اختيار مدينة بوزنيقة لعقد هذا الاجتماع التشاوري، “كإشارة للثقة الدائمة وللأخوة الصادقة اللتين تجمعان بين البلدين والشعبين”، وكإشارة على ارتياح الليبيين لعقد اجتماعاتهم بالمملكة، وذلك بفضل المقاربة التي اعتمدها المغرب، بتوجيهات سامية من الملك محمد السادس، إزاء الملف الليبي منذ البداية.
وأضاف بوريطة في كلمته خلال الاجتماع التشاوري المنعقد بمدينة بوزنيقة، بين مجلس النواب والمجلس الأعلى لليبيا، والذي ستمتد أشغاله على مدى يومين، أن هذه المقاربة ترتكز على عدم التدخل وعلى احترام إرادة الليبيين ومؤسساتهم وعلى دعم كل الاختيارات التي تعتمدها المؤسسات الليبية الشرعية للدفع نحو حل للأزمة في هذا البلد.
وأضاف أن المغرب يعطي مجالا لليبيين للتحاور فيما بينهم بدون أي مواقف أو اقتراحات أو مبادرات، عدا التجاوب مع كل رغبة للأطراف الليبية لتجد مساحة لها، بعيدا عن اللجوء إلى الضغط للتحاور والتشاور “ذلك أن الشعب الليبي أظهر قدرته على اتخاذ خطوات مهمة عند وضع المصلحة الوطنية في المقدمة”.
وأكد وزير الخارجية، على أن مواقف المملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، “ثابتة ولا تتغير بتغير الأحداث والسياقات، فنحن مع ليبيا ونعتبر استقرارها من استقرارنا ووحدتها من وحدتنا ونرى أن الحل يجب أن يكون دائما ليبيا-ليبيا” مسترسلا في حديثه، أنه ليس من الممكن القبول بأي حل يفرض على الليبيين أو يأتي من الخارج. بل إن دعم الخطوات التي تتخذها المؤسسات الليبية هو السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار بليبيا.
وأوضح بوريطة، أن اتفاق الصخيرات، الذي تم التوقيع عليه في 17 دجنبر 2015، يعتبر المرجعية الأساسية لليبيين، حيث “أعطى للبلاد مخاطبين على المستوى الدولي ونوعا من الاستقرار ومؤسسات، منها المؤسستان الحاضرتان اليوم، إذ أن مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين يظلان فاعلان مهمان لتحقيق أي تقدم في مسار حل الملف الليبي”.
ونبه الوزير إلى أن في هذه المرحلة الحاسمة من الملف الليبي، “نحن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى روح الصخيرات التي نتمنى أن تكون حاضرة في المراحل المقبلة، انطلاقا من هذا الاجتماع” متلعا حديثه قائلا “تلك الروح التي جعلت الليبيين يُظهرون للعالم أن لديهم القدرة والإرادة والرؤية لحل مشاكل بلادهم هي التي تحتاجها ليبيا والمجتمع الدولي”.
وفي سياق يتسم بحجم متصاعد للتدخلات الخارجية في شؤون العرب، أبدى بوريطة استغرابه قائلا: ” لا يعقل أن يتم حل مشاكل الدول العربية ضمن أجندات السياق الدولي أو خارج محيطنا العربي، وفق هذا المنظور، فإن المغرب يرى أن الحوارات الليبية لا يمكن أن تُثمر إلا في غياب التدخلات الأجنبية”.