أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الأربعاء، أن المغرب لا يسعى إلى الريادة الإفريقية، بل يطمح أن تكون الريادة للقارة نفسها، وذلك خلال مشاركته في اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا.
وشدد بوريطة، في كلمته خلال اللقاء الذي ينعقد للتحضير لانتخابات القيادة الجديدة للاتحاد الإفريقي، على أن رؤية الملك محمد السادس ترتكز على تمكين القارة الإفريقية من الريادة في القضايا التي تخصها، وليس أن تكون الريادة لدولة بعينها.
واستشهد الوزير بخطاب الملك محمد السادس خلال القمة الـ28 للاتحاد الإفريقي، حيث قال الملك: “ولمن يدعي أن المغرب يبتغي الحصول على الريادة الإفريقية، عن طريق هذه المبادرات، أقول: إن المملكة المغربية تسعى أن تكون الريادة للقارة الإفريقية”.
وأوضح بوريطة أن المملكة اختارت نهجا مسؤولا بالمشاركة في الانتخابات الإفريقية، بهدف دعم المنظمة بالكفاءات الأكثر تأهيلا لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن هذه المشاركة ليست بدافع الهيمنة، بل تنبع من ارتباط المغرب العميق بالوحدة الإفريقية والقضايا النبيلة لشعوبها.
وأضاف الوزير أن هذا التوجه المغربي يترجم مسار العمل الذي رسمه الملك محمد السادس منذ عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي في 2017، حيث يركز المغرب على مقاربة شاملة تهدف إلى خدمة المصالح المشتركة للقارة الإفريقية بعيدًا عن أي نزعة فردية.
كما دعا بوريطة إلى ضرورة وجود قيادة قوية على رأس الاتحاد الإفريقي، قادرة على تخفيف وطأة البيروقراطية التي تثقل كاهل المنظمة، والعمل على جعل إدارتها أكثر شفافية وكفاءة، وأكثر ارتباطًا بالواقع الإفريقي.
وأشار إلى أن التحديات التي تواجه إفريقيا اليوم تتطلب قادة قادرين على تجاوز الخلافات الداخلية وتعزيز التنسيق بين مختلف هيئات الاتحاد الإفريقي، لضمان تحقيق الأهداف الكبرى التي تسعى القارة إلى بلوغها.
وأكد الوزير أن المنظمة بحاجة إلى قيادة تواكب التغيرات العالمية، وتسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي لدول القارة، بدل أن تظل غارقة في الانقسامات التي تعطل مشاريعها الإستراتيجية.
وأوضح أن المغرب، ومن خلال مختلف مبادراته داخل الاتحاد الإفريقي، يسعى إلى تعزيز التعاون والتضامن بين الدول الإفريقية، بما يخدم مصالح شعوب القارة ويجعلها فاعلًا رئيسيًا في الساحة الدولية.
وختم بوريطة بالتأكيد على أن نجاح الاتحاد الإفريقي في تحقيق أهدافه يعتمد على توفر قيادة حازمة وقادرة على اتخاذ قرارات استراتيجية، بعيدا عن الحسابات الضيقة التي قد تعيق مسار التنمية والتقدم في القارة.