شهدت مدينة طنجة اليوم الجمعة، انطلاق النسخة الثانية من المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة، تحت شعار: “تحديات الجهوية المتقدمة بين اليوم والغد”، مستلهمة توجيهات الرسالة الملكية التي دعا فيها الملك محمد السادس إلى ضرورة تقييم حصيلة الجهوية المتقدمة بعد تسع سنوات من بدء تنفيذها على أرض الواقع.
وعلى هامش المناظرة، المنعقدة يومي الجمعة والسبت 20 و21 دجنبر 2024 أكدت امباركة بوعيدة، رئيسة جمعية جهات المغرب، على أهمية هذه الرسالة الملكية، التي تعتبر خريطة طريق لتطوير هذا الورش، من خلال الوقوف عند الإنجازات المحققة والتحديات القائمة.
وأبرزت بوعيدة في تصريح لموقع “سفيركم”، أهمية هذا الحدث في فتح نقاش معمق حول التحديات والآفاق المستقبلية المرتبطة بتطبيق هذا النموذج التنموي.
وأشارت بوعيدة في تصريحها، إلى أن أحد أبرز التحديات التي تواجه الجهوية المتقدمة اليوم هو تنزيل الميثاق الوطني للاتمركز الإداري، الذي يُعد أحد الركائز الأساسية لإنجاح هذا النموذج.
وشددت على ضرورة تعزيز التنسيق بين الجهات والحكومة لضمان وضوح الاختصاصات بين الطرفين، لا سيما في القضايا المتعلقة بالاستثمار والجاذبية المجالية.
وأضافت رئيسة جمعية جهات المغرب أن الجهات تواجه تحديات كبيرة في ما يخص التمويل، مشددة على ضرورة تنويع الموارد المالية لدعم المشاريع التنموية وتنفيذ البرامج الجهوية.
كما أكدت على أهمية تعزيز الجاذبية الترابية والاستثمار، مشيرة إلى أن هذا يتطلب جهداً مشتركا بين الجهات والحكومة لتحقيق التكامل بين الاختصاصات الذاتية للجهات وبرامج الدولة.
وفي سياق حديثها عن تأثير الأزمات الخارجية، أبرزت بوعيدة أن المغرب مر بتجارب استثنائية مثل جائحة كورونا وزلزال الحوز، بالإضافة إلى تحديات التغيرات المناخية التي تلقي بظلالها على التنمية الجهوية.
ودعت إلى ضرورة تبني سياسات مرنة قادرة على التكيف مع هذه التحديات لضمان استمرارية التنمية وتحقيق الأهداف الاستراتيجية.
وتطرقت بوعيدة إلى المحاور الرئيسة التي حددها الملك محمد السادس كأولويات وطنية لتعزيز الجهوية المتقدمة، وأشارت في هذا الصدد إلى أن الإجهاد المائي يمثل تحديا كبيرا يتطلب تدخلا مستعجلا حيث يحظى هذا الملف بأولوية قصوى في أجندة التنمية الوطنية.
كما أكدت أهمية تحسين النقل والتنقل المستدام كجزء من رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز الترابط بين مختلف الجهات، إلى جانب التحول الرقمي الذي أصبح واقعا مفروضا لا غنى عنه لتحقيق الحكامة الجيدة وتحديث البنية الإدارية والتنموية.
واختتمت امباركة بوعيدة تصريحها بالتأكيد على أن الجهوية المتقدمة تعد رافعة أساسية لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة في المغرب.
وشددت على أهمية استمرار الحوار بين مختلف الفاعلين لضمان معالجة التحديات الحالية وتطوير السياسات المستقبلية بما يتماشى مع التوجهات الوطنية والدولية.