انتقد النائب البرلماني عن حزب الإستقلال، عبد الرحيم بوعيدة، ما وصفه بـ”التفاعل السلبي” للبرلمانيين المغاربة مع الخطاب الملكي لافتتاح الدورة التشريعية الخريفية، والذي كان قد تحدث فيه العاهل المغربي عن دور الديبلوماسية الحزبية والبرلمانية في الترافع عن القضية الوطنية.
ولفت بوعيدة في كلمة له خلال ندوة فكرية نظمت اليوم الجمعة بجامعة محمد الخامس بالرباط، تخليدا لذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال 81، إلى أنه ومنذ الخطاب الملكي وإلى اليوم، لم يقم أي حزب بتفعيل الآليات الصحيحة داخل اللجان بالبرلمان، مردفا بالقول، “أتحدى أن يكون من بين الأحزاب من خلَق لجنة مختصة للترافع استجابة للخطاب الملكي”.
وزاد في تتمة كلمته، معتبرا أن اللجان عامرة بمن وصفهم بـ” اصحاب باك صاحبي” هذا وإن وجدت، وفق تعبيره.
واتهم النائب البرلماني زملاء في السلطة التشريعية بـ”استغلال القضية للسياحة المجانية”، قائلا بأنهم “لا يتوقفون عن ترديد خطابات ميتة”.
وأضاف بوعيدة أن الملك “أحدث قطيعة مع هذه التصرفات في خطابه يوم افتتاح البرلمان”، موردا أن “الخطاب كان فاصلا” مطالبا بـ”وضع نقطة والعودة للصفر للإنطلاق إلى المستقبل فيما يخص قضية الصحراء المغربية”.
وتابع خلال الندوة المعنونة تحت اسم “القضية الوطنية والدبلوماسية التشاركية”، قائلا “لن أتكلم عن أخطاء الماضي وما وقع من سوء تدبير للملف”، مرجعا ذلك إلى الاتهامات المباشرة التي وجهت له، معتبرة إياه “خارجا عن الإجماع الوطني”، أو أنه يتحدث بلغة لا يفهمها السياسيون.
وأوضح النائب البرلماني، أن الملك ركَّز على الكفاءة والاختصاص الواجب توفرها لي من يتحدث في “القضية” موضوع الندوة.
وعابَ بوعيدة تحَدُّثَ الجميع بخطاب سياسي عندما يتعلق الأمر بالقضية الوطنية، بالرغم من أن للسياسي خطابه وللحقوقي خطابه وللأكاديمي خطابه، مؤكدا أن المفروض هو تحدث كل جهة بخطابها، مشيرا إلى ضرورة تمتع الخطاب بـ”الحجة والدليل” في مواجهة أطروحات “الآخر”، في إشارة إلى “البوليساريو والجزائر.
ويرى المتحدث ذاته أن جميع الانتصارات المحققة هي بفضل الديبلوماسية الملكية، متسائلا، “ماذا حققنا نحن؟”، قبل أن يستدرك “كان يجب علينا كبرلمانيين تنظيم يوم خاص بالقضية الوطنية الاثنين الذي جاء بعد الخطاب الملكي، لكننا، حسب قوله، “اجتمعنا بالبرلمان لنتشاجر كأننا نعطي صورة أخرى عن المكان الذي كان جالسا به جلالة الملك ونسيئ له”.
وفي حديثه عن الآليات الممكن تبنيها لترافع حقيقي ومستجد في ملف الصحراء، دعا بوعيدة إلى متابعة الطلبة المغاربة بإسبانيا ليكونو سفراءا للقضية، مؤكدا أن الجزء الكبير من المجتمع المدني الاسباني يساند البوليساريو، بالإضافة إلى مواجهة “غزو جبهة البوليساريو لوسائل التواصل الاجتماعي”، وخلق شعب علمية تهتم بدراسة “القضية الوطنية”.
وأردف بالدعوة إلى ضرورة “تداول أجوبة مقنعة للأسئلة المتداولة من قبيل لماذا لا نطالب بسبتة ومليلية ولماذا اقتسمنا جزءا من الصحراء مع موريتانيا؟”.
وخلُص للحاجة إلى نخب جديدة تتبنى خطابا جديدا، و”إعطاء مهمة الترافع بالأمم المتحدة لمن يستحق”، على حد تعبيره.