دعا المنتدى المغربي للديمقراطية وحقوق الإنسان، كل الجهات إلى اعتذار رسمي للمملكة المغربية، على ما بَدَرَ منها من تشهير وتلاعب بالمعلومات وبحملة استهداف وإساءة واضحة لسمعة بلادنا الدولية، بعد نشر نتائج التحقيقات حول تورط الرباط في ’’فضيحة’’ التجسس على رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز.
وقال المنتدى في بلاغ له، وصل سفيركم نظير منه، إن ’’كل التحقيقات أبرزت غياب أي دلائل وقرائن ملموسة على “تجسس” المغرب باستخدام برنامج بيغاسوس، وهو المُعطى الذي ظلت تشدد عليه المملكة في مواجهة الاتهامات الموجهة إليها’’.
وعبر المصدر ذاته، عن رفضه تسييس حقوق الإنسان، وشجبه لأية مقاربات تجزيئية مَغْلُوطةٍ وازدواجية المعايير واستغلالها لابتزاز الدول، وخدمة أجندات سياسية لبعض الجهات أوربا ومحاور آخرى إقليمية محادية للحقوق التاريخية ببلادنا ولما راكمته من تحولات ومسارات على الصعيد الوطني الإفريقي والدولي’’.
وكانت منظمات مراسلون بلا حدود وأمنيستي انترناسيونال والبرلمان الأوربي والجمعية البرلمانية لمجلس أوربا (PACE) قد طالبوا في مناسبات مختلفة المغرب بفتح تحقيق بشأن استخدامات البرنامج المذكور.
وأكد تقرير صادر عن الوكالة الإسبانية لمكافحة التجسس، التابعة لرئاسة الحكومة الإسبانية، على براءة المغرب من أي اتهام بالتجسس أو التدخل في الشؤون الداخلية لإسبانيا، وفق ما جاء في قصاصة لوكالة المغرب العربي للإنباء.
وبحسب المصدر نفسه، فإن نتائج التقرير دحضت بشكل قاطع جميع الشكوك والاتهامات التي وجهت للمملكة المغربية بشأن أنشطة التجسس المزعومة التي استهدفت رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيث، وعدد من كبار المسؤولين الحكوميين الإسبان، باستخدام برنامج “بيغاسوس”.
ويُذكر أن مسؤولين إسبان كبار نفوا هذه الادعاءات في نونبر 2022 خلال جلسات استماع أمام لجنة برلمانية أوروبية كانت تحقق في استخدام برنامج “بيغاسوس”، كما أن المحكمة الوطنية الإسبانية كانت قدر قررت في يوليوز 2023 إغلاق قضية “بيغاسوس” لعدم وجود أدلة كافية.
ويضع هذا التقرير الاستخباراتي حدا للعديد من الاتهامات والشائعات التي روجت لها وسائل إعلام إسبانية موالية لأحزاب اليمين، والتي استهدفت فيها المغرب أكثر من مرة، بكونه يقف وراء التجسس على مسؤولين إسبان، بما فيهم رئيس الوزراء بيدرو سانشيث.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن الحزب الشعبي الإسباني المنتمي لليمين، كان يوم الأربعاء الماضي جدد تساؤله في البرلمان حول ما إذا كان هاتف رئيس الوزراء قد تعرض للاختراق من طرف المغرب، وهو ما دفع بوزير الخارجية، خوسيه مانويل ألباريس، إلى انتقاد الحزب الشعبي واتهمه بأنه مهووس بالعداء للمملكة المغربية.
وشدد ألباريس على ضرورة أن تكون العلاقات بين إسبانيا والمغرب جيدة، مشيرًا إلى أن “المغرب دولة شريكة وجارة استراتيجية”، مبرزا أهمية المغرب لإسبانيا، حيث تصل قيمة المعاملات التجارية بين البلدين إلى أكثر من 20 مليار أورو، مما يجعل المغرب ثالث شريك لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي.
كما أشار ألباريس إلى أهمية التعاون بين إسبانيا والمغرب في مكافحة الإرهاب والهجرة السرية، مؤكدًا أن “المغرب شريك أساسي في هذه المجالات”، وبالتالي، جدد انتقاده السابق لموقف الحزب الشعبي من المغرب، عندما قال بأن هذا الحزب “يتبنى سياسة عدائية تجاه المغرب لا تخدم مصالح إسبانيا”.
تعليقات( 0 )