فتحت السلطات الأمريكية تحقيقا بعد رفض إسبانيا دخول عدد من السفن الأمريكية إلى موانئها، مما أجبرها على تحويل مسارها إلى المغرب، ومن بين السفن التي تعرضت لهذه القرارات، كانت سفينة “the Maersk Denver ” التي أجبرت على الرسو في ميناء طنجة المتوسط في نونبر الجاري.
ويأتي هذا الإجراء الإسباني على خلفية اتهامات موجهة لبعض السفن بنقل معدات عسكرية إلى إسرائيل، مما أثار احتجاجات في إسبانيا والمغرب على حد سواء.
وفي سياق متصل، أعلنت لجنة الملاحة الفيدرالية الأمريكية (FMC) أنها بدأت تحقيقا حول سياسات إسبانيا التي قد تؤثر سلبا على التجارة البحرية الدولية. وأوضحت اللجنة أن مثل هذه القرارات قد تشكل “ظروفا غير مواتية للشحن في التجارة الخارجية”، وأكدت أنها تدرس فرض عقوبات على إسبانيا تشمل حظر السفن الإسبانية من دخول الموانئ الأمريكية وفرض غرامات تصل إلى 2.3 مليون دولار لكل رحلة.
وأوضحت اللجنة أنها فتحت “باب التعليقات” لمدة 20 يوما لتلقي وجهات نظر الجهات المعنية، بما في ذلك الحكومة الإسبانية وأصحاب السفن المتضررة. كما دعت شركات الشحن الدولية وأي أطراف ذات صلة لتقديم معلومات تساعد في حل النزاع.
وحسب ما أوضحته الصحف الأمريكية، فإن السفينة “the Maersk Denver ”، التي تعمل تحت علم الولايات المتحدة، كانت في رحلة من نيويورك إلى الشرق الأوسط قبل أن تواجه منعا في ميناء “الجزيرة الخضراء” الإسباني.
وأفادت شركة “Maersk” أن الشحنة التي كانت تنقلها السفينة قانونية تماما، ولا تحتوي على أسلحة أو ذخيرة، مشيرة إلى أن الشحنات المماثلة سبق أن عبرت موانئ إسبانية دون أي مشاكل.
ويذكر أن السفينة “the Maersk Denver” تعرضت لاحتجاجات في ميناء طنجة المتوسط أيضا، حيث أقر المحتجون أنها تحمل شحنات متجهة إلى ميناء حيفا في إسرائيل. وأضافت المصادر أن السفينة استأنفت رحلتها لاحقا باتجاه ميناء في عمان، وفقا لجدولها المعلن.
وفي سياق آخر، قالت السلطات الإسبانية إن قرار منع السفن الأمريكية من الرسو في موانئها جاء بعد ضغوط من نشطاء اتهموا هذه السفن بنقل معدات عسكرية إلى إسرائيل، وهو ما اعتبرته إسبانيا انتهاكا لسياساتها التي تحظر مرور الأسلحة عبر موانئها إلى وجهات الشرق الأوسط. وصرح وزير الخارجية الإسباني بأن “الشرق الأوسط لا يحتاج إلى المزيد من الأسلحة، بل إلى المزيد من السلام”.
وذكرت مصادر إعلامية أمريكية أن السفينة “مايرسك دينفر” ليست الوحيدة التي تعرضت للمنع، حيث تم رفض دخول السفينة “مايرسك سيليتار” التي كانت متجهة أيضا إلى الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن تواجه نفس المصير في موانئ أخرى.
وفي ختام التقرير، أكدت “مايرسك” أنها تواصلت مع السلطات الإسبانية للحصول على تفسير للقرار المفاجئ، مشيرة إلى أن المعايير الحالية تختلف عن تلك التي كانت متبعة في الأشهر الماضية عندما لم تواجه شحناتها أي عوائق. وأكدت الشركة أنها ستعمل على ضمان احترام القوانين الدولية في عملياتها المستقبلية.
وأثار رسو السفينة في ميناء طنجة المتوسط، موجة من الانتقادات والاحتجاجات في المملكة. حيث تجمع العشرات من المواطنين المغاربة في الأيام الماضية للتنديد باستقبال السفينة “ميرسك دنفر”، معتبرين ذلك تورطا في دعم جرائم الحرب التي يرتكبها “الكيان الصهيوني” ضد الفلسطينيين في غزة ولبنان.
ووجهت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة المغربية، طالبت فيها بعدم السماح بمرور شحنات الأسلحة عبر المياه المغربية. دعت الرسالة السلطات إلى اتخاذ موقف حازم وتفتيش السفينة للتأكد من حمولتها، تجنبا للتورط في خرق قرارات محكمة العدل الدولية، والتواطؤ في جرائم حرب.
كما شهدت تقارير إعلامية حديثة حديثا عن رسو سفينة إسرائيلية أخرى تحمل اسم “INS Komemiut” في ميناء طنجة للتزود بالمؤونة والوقود. أثارت هذه الأخبار استياء شعبيا واسعا، خاصة مع استمرار الحرب الدامية في غزة، التي أودت بحياة أكثر من 37 ألف شخص خلال الأشهر التسعة الماضية.
بإلإضافة إلى ذالك، نددت جهات حقوقية ونواب برلمانيون بالواقعة، معتبرين ذلك اعتداء على السيادة الوطنية واستهتارا بمشاعر المغاربة. دعا النائب عبد الله بووانو وزير الخارجية إلى توضيح رسمي حول الأمر، فيما نفت مصادر مغربية كون السفينة حربية، مشيرة إلى أنها مجرد سفينة شحن عبرت مضيق جبل طارق.