كشف تحقيق حديث أن تجار المخدرات في العاصمة البلجيكية بروكسيل، يجندون قاصرين مغاربة، بالإضافة إلى مهاجرين غير شرعيين، ويستغلونهم في بيع المخدرات عبر شبكاتهم المنتشرة في المدينة.
وأوضح التحقيق الذي نشره موقع “RTBF Actus“، أن الصراع على نقاط بيع المخدرات، الذي يتسبب يوميا في حوادث إطلاق نار واغتيالات في أحياء بروكسيل، دفع العصابات إلى البحث عن عناصر جديدة من فئات هشة، مستغلة ظروفهم الاجتماعية الصعبة.
وأضاف نفس المصدر، أن هذه العصابات تستخدم منصات التواصل الاجتماعي، مثل تيليغرام وواتساب وسيغنال، لتجنيد هؤلاء القاصرين واستقطابهم إلى شبكات التهريب، حيث يتم استغلال رغبتهم في الحصول على المال السريع مقابل تعريضهم لمخاطر جسيمة.
وأوضح إريك غاربار، مدير مركز مكافحة الاتجار بالبشر في الشرطة الفيدرالية البلجيكية، أن هذه الشبكات الإجرامية تستقطب نوعين من القاصرين: شباب من أحياء بروكسيل المهمشة، وقاصرون أجانب غير مصحوبين بذويهم، ولا سيما المنحدرين من دول شمال إفريقيا كالمغرب.
وسلط التحقيق الضوء على قصة “مهدي”، وهو اسم مستعار لطفل مغربي وصل إلى بلجيكا وهو في سن الثانية عشرة، الذي وجد نفسه في قبضة شبكة تنشط في تهريب المخدرات، مبرزا أنه أُجبر على بيع الكوكايين تحت تهديد التشرد والاعتداء، كما أضاف أنه حاول بشكل متكرر الخروج من الشبكة، لكنه تعرض للضرب وتم تخديره بالأدوية لإبقائه تحت السيطرة.
وفي هذا الصدد، قال: “قالوا لي: إما أن تبيع المخدرات أو تنام في الشارع، لم يكن أمامي خيار آخر. كنت وحدي، ولا أحد يدافع عني. كنت في البداية، أتقاضى 200 يورو أسبوعيا، قبل أن تنخفض إلى 50 ثم إلى لا شيء. وحين أحاول الاعتراض، أتعرض للضرب والإجبار على تناول أدوية مهدئة لمنعي من التمرد أو الكشف عن الشبكة”.
وأكد مهدي في حديثه للموقع الإلكتروني سالف الذكر، أن هذه المنظمات الإجرامية تستغل أطفال آخرين بنفس الطريقة في نقاط بيع المخدرات، بعضهم لا تتجاوز أعمارهم 8 سنوات.
وأشار التقرير إلى أن العديد من هؤلاء القاصرين يعيشون في وضع اجتماعي صعب، إذ يُحرمون من حقوق الحماية القانونية الكاملة، ما يجعلهم فريسة سهلة للشبكات الإجرامية.
وقد أظهرت المقابلات التي أجراها طاقم التحقيق، مع مسؤولين اجتماعيين، أن غياب السكن والرعاية الأساسية يدفع هؤلاء الشباب في نهاية المطاف إلى الانخراط في هذه العصابات، التي توفر لهم مآوي مؤقتة مقابل العمل في تجارة المخدرات.
ومن جانبه، كشف أوليفييه مالينوس، قاضي الأحداث ببروكسيل، أن النظام القضائي مثقل بالملفات، مبرزا أن مئات القاصرين يوجدون في قوائم الانتظار لدخول مؤسسات حماية الشباب (IPPJ)، موضحا أن تأخر تدخل الجهات الرسمية في بروكسل يضاعف خطر عودتهم إلى الشارع والانخراط مجددا في الشبكات الإجرامية.