تراجع خطير في مخزون السدود بالمغرب وخبراء يحذرون من أزمة مائية جسيمة

يشهد المغرب تراجعا ملحوظا في نسبة حقينة السدود، مما يثير القلق بشأن الوضع المائي في البلاد، وحسب الأرقام الأخيرة فإن مستوى مخزون السدود في المغرب يشهد تدهورا خطيرا، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتطبيق إجراءات أكثر فعالية في إدارة الموارد المائية.

وفي هذا السياق، أدلى محمد بازة، الخبير الدولي في الموارد المائية، بتصريح لجريدة “سفيركم” حول الوضع المائي الراهن، قائلا، “قبل سنتين بالضبط، في يوم 22 يوليوز 2022، بدأ العمل بتنفيذ دورية وزير الداخلية المتعلقة بتعميم تدابير تقنين المياه، أين نحن اليوم من ذلك؟ يمكن القول أن الوضع المائي اليوم أسوأ مما كان عليه آنذاك، حيث أن نسبة مخزون السدود تصل اليوم إلى 29.16%، وهو أزيد بعض الشيء من مستوى يوم 22 يوليوز 2022 الذي كان 28.90%”.

وأضاف محمد بازة، “وفي نفس الوقت، ارتفع استنزاف المياه الجوفية بأزيد من 10 مليار متر مكعب خلال السنتين الماضيتين، مما يجعل البلد في وضعية أقرب إلى الكارثة الكبرى مما كان عليه قبل سنتين، إذا استمر الجفاف خلال السنتين المقبلتين، لا قدر الله، هذا إذا اقتصرنا على اعتبار المدى القصير فقط.”

وأشار المتحدث، إلى أن الاستمرار في الاتجاه الحالي دون اتخاذ إجراءات حاسمة، خاصة فيما يخص المياه الجوفية، قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة بشكل أكبر ويضع البلاد في مواجهة تحديات الأمن المائي وما يترتب على ذلك من آثار بيئية واقتصادية.

وفي تصريح أدلى به إبراهيم العنبي، الخبير الفلاحي، لجريدة “سفيركم”، أشار إلى أن تراجع حقينة السدود في المغرب لا يمكن تعليله فقط بموجة الحر الحالية، موضحا أن المشكلة أكثر تعقيدا وتشمل عدة عوامل مترابطة.

وقال العنبي: “تراجع حقينة السدود ليس سببه موجة الحر الراهنة فحسب، وإنما هو نتيجة لتوالي سنوات الجفاف التي أثرت بشكل كبير على الموارد المائية في المغرب، هذا الجفاف المستمر أدى إلى تقليص حجم المياه المتاحة في السدود، وهو ما يظهر بوضوح في الانخفاض الحاد في مستويات خزين السدود.”

وأضاف العنبي أن هناك عاملا آخر يساهم بشكل كبير في تفاقم الأزمة المائية، وهو الزيادة الكبيرة في المساحة المزروعة، خصوصا لبعض الزراعات الدخيلة الموجهة للتصدير.

وأوضح الخبير الفلاحي قائلا، “الزيادة في زراعة المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه مثل الأفوكادو والنخيل قد أدت إلى استنزاف الموارد المائية لأن هذه الزراعات تتطلب كميات هائلة من المياه، مما يضغط على الفرشة المائية الجوفية ويزيد من استنزافها.”

وأكد العنبي أن الاستمرار في هذه الزراعة المكثفة دون النظر إلى تأثيراتها البيئية قد يؤدي إلى تفاقم أزمة المياه بشكل أكبر.

وأضاف أن “الفرشة المائية الجوفية، التي تعتبر مصدرا حيويا للمياه في المناطق التي تعاني من نقص في الأمطار، تتعرض لضغط هائل نتيجة لهذه الزراعات، مما يجعل من الضروري إعادة النظر في استراتيجيات الزراعة وتطوير طرق أكثر استدامة.”

مقالات ذات صلة

تقرير: المغرب خيار استراتيجي للشركات الإسبانية المتضررة من سياسة ترامب

نقابة: المشهد السياسي وصل لحالة غير مسبوقة من التردي ويجب سن ضريبة على الثروة

الشافعي يحذر من “احتكار اللحوم المستوردة” ويدعو لتشديد المراقبة

المتقاعدون .. بين معاناة هشاشة الداخل وتحديات هذه الفئة من مغاربة العالم

نقابي يكشف لـ"سفيركم" تفاصيل مذكرة وزارة التعليم لتنظيم الساعات الإضافية للأساتذة

نقابي يكشف لـ”سفيركم” تفاصيل مذكرة وزارة التعليم لتنظيم الساعات الإضافية للأساتذة

زيارة الرئيس الصيني: تعاون استراتيجي يعزز الاستثمار ويعيد تشكيل الاقتصاد الإقليمي

هل ستنخفض أثمنة الكازوال بالمغرب بعد انخفاضها عالميا

هل ستنخفض أثمنة المحروقات بالمغرب بعد انخفاضها عالميا؟ خبير يجيب

ارتفاع وتيرة العنف ضد النساء بالدار البيضاء يدفع حقوقيين لمطالبة الجماعة بالتدخل

محمد الحنصالي: قطاع التعليم الخصوصي يحتاج مبادرة من الدولة

تعليقات( 0 )