سجلت الانتخابات الأخيرة في جنوب إفريقيا، مفاجئة وُصفت بـ”العيار الثقيل” من طرف الصحافة الدولية، بعدما فقد حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (ANC) الذي أسسه الراحل نيلسون مانديلا، الأغلبية، لأول مرة منذ سنة 1994.
وحسب تقارير دولية، فإن حزب ANC بالرغم من احتلاله المرتبة الأولى في الانتخابات بالبلاد، إلا أنه لم يحصل على الأغلبية التي تُخول له تشكيل الحكومة، حيث حصل فقط على 40 بالمائة من الأصوات، مما سيكون مفروضا عليه، فتح باب المفاوضات مع أحزاب أخرى لتشكيل الحكومة.
وفي هذا السياق، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، إن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي أمام إثنين من السيناريوهات، الأول التفاوض مع حزب “EFF” الذي حل في المرتبة الرابعة بـ9 بالمائة من الأصوات، وحزب “MK” صاحب المرتبة الثالثة بـ15 بالمائة، من أجل الحصول على الأغلبية وتشكيل الحكومة، أو سيناريو ثاني وهو التفاوض مع حزب التحالف الديمقراطي المعارض صاحب المرتبة الثانية في الانتخابات بنسبة 22 بالمائة من الأصوات، وتشكيل الحكومة معه.
وأشارت “لوموند”، إلى أن هناك مشكلتين في السيناريو الأول والسيناريو الثاني، حيث أن حزب “MK” يضع شرطا للتحالف مع حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، ويتعلق الأمر بتنحي زعيم حزب “ANC” سيريل رامافوزا وتولي شخص آخر من الحزب تولي رئاسة الحكومة، وهو شرط يبدو أنه من الصعب على حزب المؤتمر الوطني الإفريقي القيام به.
أما مشكلة السيناريو الثاني، فيرجع إلى الخلافات الإيديولوجية بين حزب المؤتمر الوطني الإفريقي وحزب التحالف الديمقراطي، حيث أن الأول معروف بميله إلى الشرق وإلى دول مثل روسيا والجزائر، في حين الثاني يميل أكثر إلى الغرب والليبيرالية.
وقالت صحيفة “لوموند”، إن المغرب يراقب التطورات في بريتوريا، مشيرة إلى أن السيناريو الثاني يبقى هو الأفضل إلى المغرب، لكون أن حزب التحالف الديمقراطي لا يتبنى مواقف عدائية ضد المملكة في قضية الصحراء، على عكس حزب “ANC” الذي يدعم مطالب جبهة البوليساريو الانفصالية.
تعليقات( 0 )