في كل سنة، يتكرر سيناريو تراكم أزبال ومخلفات العيد في شوارع المدن المغربية، حيث تتحول جوانب حاويات القمامة إلى مكب للنفايات، بشكل يجهز على رونق وجمال مجموعة من المدن وينشر رائحة كريهة تقض مضجع الساكنة، ما يمكن أن يشكل تهديدا صريحا للمحيط البيئي.
وتستيقظ الأحياء المغربية في صبيحة يوم العيد على أجواء احتفالية، حيث تعم الفرحة والاستعدادات الكبيرة لعيد الاضحى، ولكن، مع انتهاء طقوس الذبح، تتكدس الأكياس البلاستيكية، وفضلات الأضاحي، وبقايا الطعام، وجلود الأضاحي في كل زاوية وشارع، ما يجعل هذا السيناريو مألوفا كل سنة رغم الجهود المبذولة من قبل السلطات المحلية وشركات النظافة.
ولا يمكن تحميل مسؤولية تراكم الأزبال كاملة للسلطات المحلية، فالمواطنون يلعبون دورًا محوريا في ذلك، حيث أن قلة الوعي وتبني تصرفات غير مسؤولة من بعض الأفراد تزيد من حدة المشكلة، حيث يقدم العديد من المواطنين على رمي الأزبال ومخلفات العيد في غير أماكنها، فيما يذهب البعض الآخر إلى وضع “البطانة” بجانب الحاويات دون كيس بلاستيكي يمنع تسلل رائحتها الكريهة، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تزيد من حدة هذه الروائح وتجذب الحشرات والقوارض، غير مبالين بتأثير هذا التصرف السلبي على البيئة وصحة المجتمع.
ومن جانبها تحاول البلديات وشركات النظافة التعامل مع هذه الأزمة من خلال حملات نظافة مكثفة وبرامج توعية تستهدف المواطنين، بالإضافة إلى توفير حاويات إضافية وتكثيف عمليات الجمع والنقل وتقديم أكياس بلاستيكية للمواطنين قبيل العيد، إلا أن النتائج غالبا ما تكون غير مرضية، فالكميات الهائلة من النفايات قد تتجاوز طاقة وقدرة الفرق العاملة على جمعها في وقت قصير.
فعلى سبيل المثال، مدينة الدار البيضاء التي كانت قد أنتجت في السنة الماضية ما يزيد عن 36 ألف طن من الأزبال بعد عيد الأضحى، أعلنت هذه السنة من خلال شركة التنمية المحلية للبيئة بالدارالبيضاء “كازا بيئة”، عن تجنيد 10 روبوتات متعددة لجمع نفايات عيد الاضحى، إلى جانب تخصيص 5 دراجات رباعية ومعدات ضخ يدوية وكهربائية، وكذا مبيدات حشرية.
وذكرت في بيان لها قبل العيد أنها ستقوم بتعبئة أزيد من 5800 عامل و1040 آلية متنوعة من أجل ضمان تغطية فعالة وسريعة لجميع مناطق المدينة.
تعليقات( 0 )