شهدت مباراة الديربي بين الوداد والرجاء، حدثا استثنائيا وغير مسبوق، حيث غابت الجماهير البيضاوية عن المدرجات التي كانت تمتلئ بها في كل مباراة تجمع بين قطبي البيضاء الأحمر والأخضر، بالصخب الكبير الذي يجعل من يوم المباراة استثنائيا في المدينة .
وبعد أكثر من سنة على غلق مركب محمد الخامس للإصلاح، وفي لحظة إعادة الإفتتاح والتي كان يراد لها أن تكون خاصة واستثنائية، يسوق بها القائمون على المستديرة في المغرب صورة “دونور” الجديدة، مع موجات الأخضر والأحمر تتمايل في تناغم مع الأهازيج في “الكورفا سود” والكورفا نور”.
لكن في سابقة من نوعها، قررت إلتراس البيضاء المشجعة للغريمين، مقاطعة الديربي، ودعت جماهير الفريقين لمقاطعة المباراة وعدم اعتلاء مدرجات الملعب، احتجاجا على “الويكلويات” التي فرضت على الديربيات السابقة، وكذا على منع الجماهير من التنقل لتشجيع فريقيها.
جماهير الوداد والرجاء استجابت لنداء الفصائل، وغابت عن الحضور للملعب، فبدا الملعب خاليا فارغا من الجماهير، التي كانت تبدع أهازيج وتيفوهات ورقصات أبهرت الكثير، وجعلت الديربي البيضاوي في قمة ديبربيات العالم، غير أن الجماهير كان لها رأي آخر هذه المرة، ورسالة تريد أن تصل للمسؤولين عن الشأن الكروي محليا ووطنيا، أحجمت وغابت ومر الديربي باهتا خافتا كما أنه لم يكن.
وفي هذا السياق قال الإعلامي، والمحلل الرياضي إدريس تزارني، أن مقاطعة الديربي، جاءت في الوقت الخطأ بعد خروج الوداد والرجاء، من منافسات كأس العرش وحسم لقب البطولة الوطنية لصالح نهضة بركان.
واعتبر التزارني في تصريح خصم موقع “سفيركم” أن “مقاطعة الديربي هي نتيجة لأخطاء التواصل، لدى رئيس الجامعة في خرجاته الإعلامية، الرجل الذي لم يصرح لوسائل الإعلام بعد قرعة كأس أمم إفريقيا التي أقيمت في المغرب، خرج ليقول لساكنة الدار البيضاء وجماهير كرة القدم، بأن ملعب محمد الخامس ‘معلمة تاريخية’، متناسيا أن هذه المعلمة مغلقة لمدة سنة ونصف من أجل إصلاحات انتهت في 6 أشهر”.
كما اعتبر التزارني أن “المقاطعة دليل على أن جماهير الوداد والرجاء، ترفض استعمالها في أي دعاية كيفما كانت، في الوقت الذي اعتبروها إجابة على تجاهل مدينة الدار البيضاء، من احتضان منافسات كأس العالم 2030، مع مباريات قليلة خلال كأس أمم إفريقيا”.
وأكد المحلل الرياضي على “أن المقاطعة تعبير عن اللاتماهي مع الخطاب الرسمي لجامعة الكرة، ووسائلها المسخرة لذلك، وهي إجابة على أن كرة القدم، قد تجمع ما ظن الناس أن الألوان فرقته بين أحمر وأخضر”.
وختم المتحدث بالقول : “غاب لقجع، عن المباراة ولم يحتفل بالافتتاح، عزفوا النشيد الوطني في مباراة الديربي، بينما الأصل أنه لا يعزف في باقي المباريات، لكن الأهم هو أن رسالة الجماهير وصلت للجميع”.