كشف تقرير إعلامي أن السلطات الإسبانية تشعر بالقلق من احتمال نقل الولايات المتحدة قاعدة “روتا” العسكرية من جنوب إسبانيا إلى الأراضي المغربية، بسبب العلاقات المتينة التي تربط المملكة المغربية بأمريكا.
وأوضح تقرير نشره موقع “Larazon” الإسباني، أن صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، أكدت أن سيناريو نقل قاعدة “روتا” العسكرية إلى المغرب بات مطروحا بقوة في ضوء التوترات المتجددة بين ترامب وعدد من حلفاء واشنطن الأوروبيين داخل حلف شمال الأطلسي، إلى جانب مواقفه المعروفة المطالبة بتقليص النفقات العسكرية الأمريكية في أوروبا.
وأضاف المصدر ذاته أن تفاصيل الجدل المثار حول قاعدة “روتا” يعود إلى ولاية ترامب الأولى سنة 2020، حين تم تداول تسريبات بخصوص نية الإدارة الأمريكية سحب جزء من قواتها من القاعدة، مبرزا أن هذا الملف أثار ضجة واسعة مع عودة ترامب إلى الحكم.
ولفت إلى أن قاعدة “روتا” أُنشئت بموجب اتفاق وقعه الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور في سنة 1953 مع الجنرال فرانسيسكو فرانكو، وتعتبر من أبرز النقاط الاستراتيجية للجيش الأمريكي في أوروبا، إذ تضم حوالي 2800 جندي أمريكي وخمسة مدمرات، إلى جانب منشآت لوجستية متقدمة تشمل مدرجا للطائرات وثلاثة أرصفة بحرية.
وأردفت الصحيفة أن العلاقات السياسية المتوترة بين حكومة بيدرو سانشيز وإدارة ترامب، تعزز فرضية نقل القاعدة العسكرية إلى المغرب، ما قد يساهم في تسريع اتخاذ قرار كهذا، مذكرة بمواقف سانشيز الأخيرة، حيث دعا خلال زيارته إلى بكين إلى حوار أمريكي-صيني بشأن الحرب التجارية، كما انتقد بشكل حاد الهجوم الإسرائيلي على غزة، ما أثار تحفظات في واشنطن.
وشدد التقرير على أن المغرب يعد البديل الأمثل لواشنطن خارج الاتحاد الأوروبي، بفضل علاقاته الاستراتيجية المتنامية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ونقل تقربر “فاينانشال تايمز” عن مايكل وولش، المدير السابق لحملة الرئيس جو بايدن، قوله إن “المملكة المغربية رسخت موقعها كحليف موثوق به لإدارة ترامب عام 2020 بعد قرارها تطبيع العلاقات مع إسرائيل”، مضيفا أن “نقل القواعد الأمريكية إلى المغرب سيكون أقل حساسية من الناحية السياسية مقارنة بإبقائها في إسبانيا”.
وتأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه المغرب تعزيز حضوره الإقليمي، وتوسيع شراكاته الاستراتيجية، بما في ذلك تعاونه العسكري مع الولايات المتحدة، ما يعزز فرضية انفتاح واشنطن على خيار نقل بعض قواعدها إلى الضفة الجنوبية للمتوسط.