كشف تقرير صحفي جديد أن الجزائر تحتل المرتبة الرابعة بين الدول العربية المصدّرة للسلع إلى إسرائيل، رغم معارضة حكومتها العلنية للتطبيع، وفقا لما أفاد به موقع i24 News الإسرائيلي.
وأشار الموقع الإخباري الإسرائيلي إلى تقرير لمرصد التعقيد الاقتصادي (OEC)، المتخصص في التجارة الدولية، الذي أبرز أن الجزائر منخرطة في التجارة مع إسرائيل منذ عام 2017 على الأقل، حيث تجاوز إجمالي صادراتها للدولة العبرية 30 مليون دولار.
ويشير التقرير إلى أن الجزائر تأتي بعد كل من الإمارات والأردن ومصر من حيث حجم الصادرات إلى إسرائيل.
وجاء في التقرير، “في عام 2017، صدّرت إسرائيل ما قيمته 7,000 دولار إلى الجزائر. لم تكن هناك صادرات رئيسية من إسرائيل إلى الجزائر في ذلك العام. وخلال السنوات التسع الماضية، انخفضت صادرات إسرائيل إلى الجزائر بمعدل سنوي قدره 34.6%، من 320,000 دولار عام 2008 إلى 7,000 دولار عام 2017”.
ومع ذلك، تُظهر البيانات ارتفاعا مطّردا في صادرات الجزائر إلى إسرائيل خلال السنوات الأخيرة، فقد بلغت 30.5 مليون دولار في عام 2018، وكان الهيدروجين من بين أبرز المنتجات المصدرة، وأشار التقرير إلى أن “صادرات الجزائر إلى إسرائيل زادت خلال السنوات الخمس الماضية بمعدل سنوي قدره 64.1%”.
ورغم هذه العلاقات التجارية، حاولت الجزائر الظهور بموقف الممانع لإسرائيل، حيث أدانت مرارا إعادة المغرب لعلاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل في عام 2020، معتبرة أن التطبيع يُهدد المصالح الوطنية الجزائرية.
وفي مقابلة مع صحيفة L’Opinion الفرنسية في وقت سابق من هذا الشهر، صرّح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأن الجزائر قد تنظر في تطبيع العلاقات مع إسرائيل إذا تم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة بالكامل.
وأضاف أن الرؤساء الجزائريين السابقين، الشاذلي بن جديد وعبد العزيز بوتفليقة، لم يعارضوا العلاقات مع إسرائيل، لكنهم ركزوا على أولوية إقامة دولة فلسطينية.
ومع ذلك، تُظهر هذه البيانات تناقضا واضحا في الموقف الجزائري، فبينما تعلن الحكومة رفضها القاطع للتعامل مع إسرائيل، تكشف الأرقام عن واقع مختلف، كما يهاجم المسؤولون الجزائريون المغرب بسبب التطبيع، ويستمرون بشكل متزامن في تعزيز تجارتهم مع إسرائيل بشكل سري ومتزايد.