تقرير: المغرب خيار استراتيجي للشركات الإسبانية المتضررة من سياسة ترامب

في ظل التحديات الكبيرة التي تعاني منها الشركات الإسبانية، جراء السياسة التجارية التي يتبناها الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب، والتي تقوم على إعادة فرض رسوم جمركية مشددة، بدأت هذه الأخيرة تبحث عن أسواق بديلة، موجهة أنظارها نحو المغرب الذي أصبح من أبرز الخيارات الاستراتيجية التي تجذب الاستثمارات الصناعية الأجنبية، وذلك إلى جانب دول أخرى مثل بولندا والهند.

وأوضح تقرير صادر عن مرصد “Amec“، الذي يضم أبرز الصناعات الإسبانية، أن الشركات الإسبانية تسعى إلى مواجهة التحديات التي تفرضها السياسات التجارية الأمريكية، التي قد تؤثر على القدرة التنافسية لهذه الشركات، خاصة تلك التي تنشط في قطاعات حيوية، مثل: صناعة السيارات والصناعات الكيميائية والغذائية، مبرزا أن المغرب وبولندا والهند والمكسيك بدائل استراتيجية لتجاوز التحديات التجارية والسياسة اولجمركية التي فرضتها إدارة ترامب لتشجيع الاقتصاد الوطني.

وأكد المصدر ذاته أنه على الرغم من الولايات المتحدة الأمريكية ما تزال سوقا رئيسية بالنسبة لمجموعة من القطاعات الإسبانية، بفضل ارتفاع الطلب والاستقرار الاقتصادي الذي تنعم به، إلا أن التعقيدات الجمركية التي يفرضها ترامب، بهدف تشجيع الاقتصاد الأمريكي وخلق فرص الشغل، تشكل عائقا كبيرا أمام الشركات الأجنبية بصفة عامة.

وفي هذا الصدد، صرحت سوسانا غونزاليس، مسؤولة في مرصد “Amec”، أن المغرب يعتبر من الخيارات الأكثر إغراءا للشركات الإسبانية، بفضل تكاليفه المنخفضة وبنيته اللوجستية المتطورة، ما يجعله وجهة استراتيجية لتوسيع شبكة الموردين بشكل سريع وآمن.

وتؤكد بيانات التقرير المذكور أن المغرب يتميز بموقع استراتيجي، يجعله حلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا، ما يسهل عمليات النقل ويخفض التكاليف، إضافة إلى بنيته التحتية المتطورة، كما أنه يوفر بيئة استثمارية مرنة تدعم الشركات الأجنبية الراغبة في توسيع نشاطها، ما يجعله محط اهتمام الشركات الإسبانية الباحثة عن أسواق بديلة بعيدا عن القيود الجمركية الأميركية، مشيرا إلى أن خبراء التجارة الدولية يرجحون تحول المغرب إلى مركز إقليمي للشركات الإسبانية التي تهدف إلى تخطي الحواجز التجارية وتعزيز تنافسيتها في الأسواق العالمية.

وأورد التقرير، تصريح ميغيل كاردوسو، كبير الاقتصاديين في “BBVA Research”، الذي أكد فيه أن السياسة الأميركية الجديدة قد تتسبب في ارتفاع قيمة الدولار مقابل اليورو، ما قد يجعل المنتجات الأوروبية أكثر تنافسية في الأسواق الأخرى، إلا أن اعتماد قطاعات مثل الصناعات الكيميائية والأغذية على السوق الأميركية قد يعرضها لمخاطر كبيرة جراء الرسوم الجمركية المشددة.

وبدورها، لفتت مارتا أندرو، ممثلة مرصد “Amec” في الولايات المتحدة، إلى أن “الشركات الإسبانية بحاجة إلى استراتيجيات دخول متينة تراعي خصوصيات الأسواق المستهدفة”، مؤكدة أهمية المغرب كبوابة رئيسية للأسواق الإفريقية، بفضل موقعه الاستراتيجي وبيئته الاستثمارية الجذابة.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)