كشف تقرير إعلامي دولي أن المغرب يقترب من إبرام صفقة عسكرية مع كوريا الجنوبية، قد تجعله أول بلد إفريقي يقتني الدبابة القتالية المتطورة من طراز “K2 Black Panther”، وذلك بهدف تعزيز الترسانة العسكرية للمملكة المغربية.
وأوضح تقرير نشره موقع “Bulgarian Military” نقلا عن تقرير صحيفة “L’Opinion” الفرنسية، أن وفدا مغربيا رفيع المستوى، برئاسة وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، زار مطلع الشهر الجاري العاصمة الكورية الجنوبية سيول، حيث عقد سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين حكوميين وشركات صناعات دفاعية، ضمنها شركة “Hyundai Rotem” المطورة للدبابة.
وأضاف المصدر ذاته أنه على الرغم من عدم صدور أي تأكيد رسمي من الجانبين بخصوص تفاصيل الصفقة، إلا أن مباحثات الطرفين شملت جوانب تقنية وصناعية، ما يعكس توجها استراتيجيا نحو شراكة طويلة الأمد تتجاوز مجرد التسلح.
ولفت التقرير إلى أن اهتمام المغرب بدبابة “K2” يأتي في وقت تعرف فيه المنطقة توترات متواصلة، خصوصا مع الجزائر، الجار الشرقي للمملكة، الذي يمتلك ترسانة عسكرية قوية تعتمد بشكل كبير على المعدات الروسية، خاصة دبابات “T-90”.
وأردف أن الرباط تسعى منذ سنوات إلى تحديث قدراتها الدفاعية، بعد اعتمادها لعقود دبابات أمريكية من طراز “M1A1 Abrams”، وآليات استطلاع فرنسية “AMX-10RC”، إلى جانب تجهيزات عسكرية أخرى من الحلفاء الغربيين، مبرزا أن الصفقة المحتملة مع كوريا الجنوبية تعكس توجه المملكة لتوسيع دائرة شركائها العسكريين وتقليص التبعية للموردين التقليديين.
وذكر أن دبابة “K2 Black Panther”، التي دخلت الخدمة في الجيش الكوري في سنة 2014، تعتبر من أحدث الدبابات القتالية في العالم، إذ تزن حوالي 55 طنا، كما أنها مجهزة بمدفع من عيار 120 ملم، ونظام تلقيم آلي قادر على إطلاق 10 قذائف في الدقيقة، ونظام تحكم في النيران يمكنه من إصابة أهداف على بعد أكثر من 10 كيلومترات، حتى في التضاريس الصعبة.
وتحظى هذه الدبابة، بحسب التقرير، بحماية عالية بفضل دروعها المركبة والتفاعلية، بالإضافة إلى نظام حماية نشط ضد الهجمات الصاروخية، كما أنها تتمتع بقدرة فريدة على عبور الأنهار حتى عمق 4.1 متر باستخدام نظام الغطس، وسرعة تصل إلى 70 كلمتر في الساعة، ما يمنحها تفوقا عملياتيا في تضاريس وعرة، مثل الأودية والمجاري المائية والصحاري والجبال.
وأضاف أنه في حال تمّت الصفقة، فقد تؤثر بشكل مباشر على موازين القوى في المنطقة، حيث أن الجزائر قد ترى في تحديث المغرب لترسانته العسكرية تهديدا استراتيجيا لها، لافتا إلى أن هذا التحول قد يُسرع السباق نحو التسلح في منطقة المغرب العربي، لا سيما في ظل التوترات الأمنية المتزايدة في منطقة الساحل، والصراعات غير المعلنة بين القوى الإقليمية.
واستطرد الموقع، نقلا عن تقارير إعلامية كورية، أن المغرب يعد مرشحا مثاليا لاحتضان مشاريع صناعية دفاعية مشتركة، خاصة بفضل موقعه الاستراتيجي واستقراره السياسي، متوقعا أن تشمل الصفقة المحتملة مع كوريا، شراكات إنتاج أو صيانة محلية، ما يدعم الطموح المغربي في تطوير قاعدة صناعية عسكرية.
وخلص التقرير بالإشارة إلى أن إدماج دبابة “K2” في الجيش المغربي يطرح تحديات لوجستية وتقنية، منها الحاجة إلى تدريب متخصص ومراكز صيانة متطورة، إضافة إلى ضرورة التوفيق بين أنظمة التسليح الجديدة والبنية التحتية القائمة على المعدات الغربية.