سلّطت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، في تقرير نشرته أمس السبت، الضوء على المسار الذي سيسلكه تطبيع العلاقات بين الجزائر وفرنسا، عقب المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الأيام الماضية، حيث أبرزت ثلاث أولويات جزائرية-فرنسية ستُطرح للنقاش والتفاهم، من دون أن يكون من بينها ما يتعلق بالمغرب أو ملف الصحراء المغربية، رغم أن هذه القضية كانت السبب الرئيسي في الأزمة بين البلدين.
وحسب المصدر نفسه، يقوم وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بزيارة للجزائر، يجتمع خلالها بنظيره الجزائري أحمد عطاف في الجزائر اليوم الأحد، وفقا لمصادر جزائرية تتابع ترتيبات أول محادثات مباشرة بين الطرفين منذ اندلاع التوترات في نهاية يوليوز الماضي.
وأوردت الصحيفة العريقة ثلاث أولويات أهمها حل أزمة الجزائريين الخاضعين لأوامر بالإبعاد من الأراضي الفرنسية، الذي يتصدر مسار التطبيع الذي بدآه البلدان مؤخرا للعودة إلى ما كانت عليه العلاقات الثنائية قبل الصيف الماضي، حينما كان يتم التحضير لزيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى باريس، التي تم إلغاؤها من الجانب الجزائري، بعد أن أبلغته الرئاسة الفرنسية قرارها الاعتراف بمغربية الصحراء.
أما بخصوص الملف الثاني في قائمة أولويات استئناف الحوار بين البلدين، فهو التعاون الأمني، فحسب التقرير، مرت علاقة فرنسا بمستعمرتها السابقة بفترات عصيبة منذ الاستقلال عام 1962، لكن التنسيق في المجال الأمني لم يتأثر بالخلافات، بعكس ما حدث هذه المرة، وصرحت مديرة الأمن الداخلي، سيلين بروتون الشهر الماضي بأن التعاون الأمني مع الجزائر يوجد في أدنى مستوياته، الأمر الذي يجعل من مسألة استئنافه بقوة ذو ملحاحية.
وبالنسبة للعنصر الثالث في مسار التطبيع بين البلدين، فهو قضية بوعلام صنصال، وفي هذا الصدد تتوقع المصادر الجزائرية أن ينقل بارو، مجددا، طلب الرئيس إيمانويل ماكرون، إلى الرئيس تبون شخصيا، بإصدار عفو رئاسي عن الكاتب الذي أدانه القضاء الجزائري بالسجن 5 سنوات مع التنفيذ، عندما يتم استقباله في قصر المرادية، قبل أن يغادر الجزائر في نفس اليوم.
كما تشير المصادر ذاتها إلى أن الجزائر تتطلع في مقابل طلبات فرنسا إلى تعاون جاد منها في مسألة تسليم المطلوبين، المتهمين بالفساد والإرهاب المقيمين في فرنسا، وفق ما أوردته الشرق الأوسط.