تقرير جديد يدق ناقوس الخطر بخصوص تراجع الغطاء الغابوي بالمغرب

كشف تقرير حديث صادر عن منظمة دولية أن المغرب قد فقد خلال العقدين الأخيرين حوالي 58 ألف هكتار من الغطاء الغابوي، من بينها 3500 هكتار خلال السنة الماضية، بسبب التغيرات البيئية والمناخية وكذا الحرائق التي تشتد في فصل الصيف.

وجاء في هذا التقرير الصادر عن منصة “Global Forest Watch”، التي تستخدم تقنيات حديثة ومتطورة لمراقبة الغابات على المستوى العالمي، أن المغرب كان يمتلك في عام 2010 حوالي 381 ألف هكتار من الغطاء الغابوي، وهو ما يمثل نسبة 9.0% من المساحة الإجمالية للبلاد، مبرزا أن هذا العدد قد تقلص بشكل ملحوظ خلال عقد من الزمان.

ويشير التقرير إلى فقدان المغرب لحوالي 3510 هكتار من هذه الغابات إلى غاية عام 2023، وهو انخفاض مثير للقلق ناجم عن عوامل متعددة، مثل التغير المناخي وتزايد الأنشطة البشرية، بما في ذلك التوسع الزراعي والتوسع الحضري السريع.

وذكر المصدر ذاته أن هذا التراجع يبرز التحديات البيئية والمناخية الكبيرة التي يواجهها المغرب، والتي تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الغابات وتعزيز استدامتها من خلال مبادرات استباقية، من قبيل: إعادة التشجير واعتماد ممارسات زراعية صديقة للبيئة.

وتظهر بيانات التقرير أنه في عام 2000، كان المغرب يمتلك 649 ألف هكتارا من الغابات، وهو ما يمثل 1.6% من مساحته الوطنية. وعلى الرغم من أن هذا الرقم يعد منخفضًا على الصعيد العالمي حيث يمثل فقط 0.1% من إجمالي الغابات على الكوكب، إلا أن مقارنات دولية تضع المغرب في نفس مستوى دول مثل الدنمارك، التي تمتلك 663 ألف هكتار من الغابات، وألبانيا التي تمتلك 649 ألف هكتار، وهولندا التي تمتلك 593 ألف هكتار.

وفي عام 2000، كانت المناطق الغابوية التي تزيد فيها نسبة الأشجار عن 30% تمثل 1.5% من إجمالي استخدام الأراضي في المغرب. وهذا الرقم يعكس أهمية الغابات الطبيعية كمصادر أساسية للتنوع البيولوجي وحماية البيئة.

وأكد التقرير أن الحرائق كانت السبب وراء فقدان أزيد من 27 ألف و800 هكتار من الغابات خلال الفترة المذكورة، فيما تتحمل التغيرات المناخية والسلوك البشري مسؤولية فقدان 30 ألف هكتار أخرى.

ولفت التقرير إلى أن فقدان هذه المساحة الكبيرة من الغطاء الغابوي له انعكاسات وخيمة على الطبيعة وأسلوب الحياة، من أبرزها الانجرافات الأرضية، وتآكل التربة، إلى جانب اختلال التوازن والتنوع البيولوجي، وكذا انقىاض بعض الفصائل النباتية والحيوانية التي كانت تتخذ من هذه الغابات مسكنا لها.

تعليقات( 0 )