كشف تقرير إعلامي حديث، زيف ادعاءات حزب فوكس اليميني المتطرف، المعروف بعدائه الشديد للمهاجرين ولا سيما المغاربة، الذي لطالما روج لمزاعم تربط المهاجرين القاصرين بارتفاع معدلات الجريمة، وخاصة الجرائم الجنسية والسرقة.
وأوضح التقرير الذي نشره موقع “Levante” الإسباني، والذي اعتمد على بيانات المجلس العام للسلطة القضائية في إسبانيا، أن معدلات الجريمة قد تراجعت خلال العقد الأخير بين المهاجرين القاصرين، على عكس الادعاءات التي يسوق لها الحزب.
وأضاف المصدر ذاته أن توظيف حزب فوكس لقضية المهاجرين القاصرين في خطابه السياسي، دفعه إلى الانسحاب من تحالفاته في عدة حكومات إقليمية، بما فيها حكومة فالنسيا، مبرزا أن بيانات المجلس العام للسلطة القضائية في إسبانيا، قد أكدت أن فالنسيا شهدت انخفاضا ملحوظا في عدد القاصرين الأجانب المدانين خلال السنوات العشر الأخيرة.
وواصل الموقع أن عدد المهاجرين القاصرين المدانين في فالنسيا انخفض خلال العقد الأخير، حيث سجل في سنة 2012 ما مجموعه 513 قاصرا مدانا، ما يمثل 20% من إجمالي القاصرين المدانين، وانخفض إلى 315 قاصرا، بنسبة 17% من الإجمالي، كما بلغ في 2023 حوالي 415مهاجرا قاصرا، مقارنة بـ 1,600 قاصر إسباني مدان في نفس العام.
وذكرت البيانات، أن نسبة 16% فقط من سكان فالنسيا مهاجرون، ما يعني أن معدل الجريمة بين القاصرين الأجانب أقل بكثير مما يروج له حزب فوكس.
وأبرز التقرير أن نسبة القاصرين الأجانب المتورطين في الجرائم الجنسية قد انخفضت بشكل ملحوظ، حيث انتقلت من 27% في سنة 2017، إلى 20 في المائة في سنة 2022، ما يؤكد أن ربط الهجرة بارتفاع معدلات الجرائم الجنسية تضليل سياسي، ولا يستند إلى حقائق ملموسة.
وذكر التقرير أن الأوساط اليمينية المتطرفة، تروج لمزاعم مضللة تفيد بحصول القاصرين على مساعدات مالية بقيمة 1,125 يورو شهريا، مؤكدا أن نظام الضمان الاجتماعي الإسباني لا يميز بين المواطنين والمهاجرين، فجميع المقيمين يتمتعون بنفس الحقوق إذا استوفوا الشروط المطلوبة.
ولفت إلى أن المبلغ المذكور يشير إلى المساعدة القصوى التي قد تحصل عليها الأسر الحاضنة للأطفال في وضعية هشة، وليس إلى الأموال التي يتلقاها القاصرون أنفسهم، مضيفا أن نسبة 91% من الأطفال الذين يتم إيواؤهم في أسر حاضنة إسبان، وليسوا أجانب، وأن المبلغ الفعلي الذي تحصل عليه معظم الأسر الحاضنة لا يتجاوز 420 يورو شهريا.